أقام نادي الأحساء الأدبي, أول من أمس, حفل تأبين للوزير الراحل الدكتور غازي القصيبي. وجاءت المشاركات لتلقي الضوء بشيء من الحسرة والألم على رحيل القصيبي الرجل الذي أعطى للوطن الشيء الكثيرعملاً وأدباً وثقافةً.
وبدا واضحاً الحب الذي حفظه الناس للوزير الشاعر خصوصاً من أبناء مسقط رأسه - الأحسائيين - الذين جاؤوا من مختلف المدن والبلدات وفاءً ومشاركةً في حفل تأبينه الذي شارك فيه أكثر من 17 شخصية تنوعت بين شاعر وأديب ووجيه ومحب.
وبدأ الحفل الذي قدمه الشاعر جاسم العساكر بكلمة لرئيس نادي الأحساء الأدبي الدكتور يوسف الجبر قال فيها: في هذا المساء نعيش ساعة وفاء مع أحد عظماء الوطن، وصفحة مشرقة في تاريخه، كان طموحه لا يقف عند حدٍ ويصدق عليه قول الشاعر:
إن للناس غاية في المعالي
وقفوا عندها وأنت تزيدُ
قد تناهيت في المكارم والمجدِ
وحزتَ العلا فأين تريدُ
وألقى محمد القصيبي كلمة العائلة، وأشار فيها إلى مآثر الراحل وكيف كان يعيش هموم الناس لحظة بلحظة، وذكر قصة حدثت للدكتور غازي عندما كان وزير المياه والكهرباء حيث انقطعت الكهرباء ساعة ما في بعض أحياء الرياض، وكانت الاتصالات تنهال على سنترال الوزارة وكان الوزير حينها يرد عليها ويستمع لشكاوى المواطنين فإذا بمواطن يتصل ويسأل عن الوزير أين هو؟ قالوا له أن يترك الشعر والأدب ويتفرغ للناس، فقال له الدكتور غازي: نعم أنا الوزير، تفضل، فلم يصدق ذاك المواطن أن الوزير معه على الخط.
واستحوذت قصيدة الشاعر جاسم الصحيح على مشاعر الحضور وكانت حاضرة بقوة من خلال الصور الفنية والعاطفة الجياشة التي يكنها الصحيح للراحل من خلال علاقتهما القوية منذ أكثر من عقد، واستطاع أن يجسدها في تلك القصيدة التي عنونها بشطرٍ من أبياتها بطلٌ توزعَ في مشاعر شعبهِ ومن أبياتها:
لاتطلبوا نعياً يُقاس بحبهِ
لا تحرقوني في شعائر ندبهِ
نبتت بقلبِ الأبجديةِ قرحةٌ
وأصيب فارسها القديمُ بصلبهِ
لا بد أن أبكي فأولُ مقلةٍ
سفحتْ عليه الدمع مقلةُ ربهِ
قولوا له: أجل غيابك موعدًا
نقضي النهارَ على أرائك عشبهِ
كتبت لك الأحساء ملءَ عيونها
سهرًا، وتحلمُ أن تقوم بشطبهِ
إيهٍ (أبا يارا) ومثلك لم يمت
بطل توزع في مشاعرِ شعبهِ
قسماً بحبك ما أحبك عاشقٌ
إلا وقلبي ساكنٌ في قلبهِ
أعطيتني سرب الحروف وقلت لي
بالأمس: خذ هذا الحمام وربِّهِ
واستمر الحفل قرابة الساعتين، وتعاقبت على تقديم مشاركاته أكثر من 17 شخصية ومنهم الشاعر ناجي حرابة، وفاء السعد، بينة الملحم، عبدالله السهيل، عماد العمران، أحمد الديوي، يحيى العبداللطيف، عبدالوهاب بوزيد، اعتدال ذكرالله، عبدالله العويد، عبدالله الخضير، سعد الدريبي.