فرض الفلسطينيون أنفسهم بالأمس. فتحوا جبهات كانت مقفلة منذ حوالي أربعين سنة، وحركوا جبهة أقفلها القرار 1701 منذ خمس سنوات، وكادوا أن ينفخوا النار في جبهة مصر الراكدة منذ اتفاقية كامب ديفيد عام 1978.

فرض الفلسطينيون أنفسهم بالأمس. فتحوا جبهات كانت مقفلة منذ حوالي أربعين سنة، وحركوا جبهة أقفلها القرار 1701 منذ خمس سنوات، وكادوا أن ينفخوا النار في جبهة مصر الراكدة منذ اتفاقية كامب ديفيد عام 1978.
دفع الفلسطينيون الثمن بالأمس من دمائهم: عشرات القتلى ومئات الجرحى، كل ذلك من أجل ألا ينسى الأبناء أن لهم أرضا يجب أن يطالبوا بها.
وبالفعل، كان يوم أمس، يوما مشهودا في التاريخ الفلسطيني. سبق المواطنون قادتهم، وأرادوا عبر شبكة التواصل الاجتماعي أن تكون الذكرى الـ63 للنكبة، تاريخا، وليس محطة، أرادوها معركة متواصلة، للوصول إلى الدولة المستقلة.
كانت وجهتهم القدس، وهم يعرفون مسبقا أنهم لن يصلوا إليها أحياء. ولكنهم أصروا على المضي في طريقهم، وهم متأكدون أيضا أنهم يسبحون عكس التيار الدولي.
لم تستنكر الدول الديموقراطية، أو أنها تأخرت، لا فرق، لا مجازر مارون الراس، ولا مجازر عين شمس، مع أن الشهداء كانوا عزلا من السلاح، وأن الطرف المسلح الوحيد كان جيش الاحتلال، وفي ذلك رسالة واضحة، أن أمن إسرائيل فوق كل اعتبار، وأن المحاولات الأميركية باتت مفضوحة ومكشوفة بأن واشنطن عبر كل محاولاتها للعودة بالإسرائيليين والفلسطينيين إلى طاولة المفاوضات ليس إلا ذرا للرماد في العيون، وأن المشروع الصهيوني يجب أن يسير إلى خواتمه التي باتت مكشوفة: لا دولة فلسطينية مستقلة، لا عودة للاجئين، تهجير من تبقى من الفلسطينيين في أراضي الـ48.