محسن زكري - مكة المكرمة

الدوائر الحكومية، وما أدراكم ما الدوائر الحكومية!باختصار شديد جدا إلى حد النحف،تذهب يوما شارح الصدر إلى إحدى الدوائر،تسلم ملفك لكي تقضي أمرا، فيشار إليك بانتظار الموظف، تنشرح أكثر سأنتظر وما أعجلني .. تنتظر .. تنتظر،يأتيك الموظف افعل كذا وكذا،وقم بتعبئة النماذج الآتية،ثم يقول راجعنا نهاية الأسبوع القادم تقول حاضر بكل ثقة.
تعود في الموعد المحدد،فإذا الانتظار يتكرر،تقول لا مانع سأعود غدا،تصحوفي اليوم التالي باكرا،وتذهب إلى الموقع المحدد في الساعة الثامنة،فإذا بالانتظار أكثر ،تنتظر ربع ساعة فقط يأتي فإذا بك (تشمئز) من هيئته،رائحة الدخان تفوح، والشاي (جاي رايح)،لا علينا من ذلك، تشير إليه بمعلوماتك ومعاملتك و...و، فيقول لك بكل برود لحظة حتى أنهي سجآرتي،تبتسم وتقول حاضر ينهيها،يتصل، يتكلم،يضحك،يقفل السماعة، والمراجعون يرددون (مشينا). يقول طيب والنوم يملؤه،يسأل مرة أخرى ما اسمك وأنت.. وأنت، يبحث في الملفات، فإذا بك تتفاجأ،معاملتك ليست هنا،اذهب لفلان لربما وجدتها عنده،تذهب تسأل تعود كما أنت،ليست عند فلان،يسأل زملاءه في المكتب ولا جدوى أيضا بكل برود .. غدا سوي ملف مرة ثانية وتتخلص المعاملة من ذلك الموظف المتعجرف بأمر من المدير. ..ومازلنا .. سبعة شهور،ولم ينفذ ما نريد ! حججهم على الانتظار حجتان:الأولى لأنك أتيت باكرا وأنت أتيت في الساعة الثامنة والنصف صباحاً. والثانية الموظف ليس هنا فقد خرج في أمر ما وأنت الملام لأنك أتيت الساعة العاشرة والنصف صباحاً.