الحقيقة تؤكد أننا في حاجة إلى مزيد من ثقافة الفرح بالبشارات بقرب تحقيق الآمال والأهداف، وفي احتياج للبحث عن مسببات الفرح دون إفراط أو تفريط
من الناس نوع لا تعجبه البشارات، ومن الناس صِنف يخاف من الفرح، ومن الناس مجموعة تظن أن هيبتها مرهونة بتقطيب الجبين، مع أن الفرح بالبشرى، والشعور بها شعور يبعث على الرضا والبهجة، ولا يحدث العكس إلا في حالات استثنائية وقليلة.. هذه مقدمة مختصرة لثلاث بشارات فرح بها المجتمع السعودي بعمومه، والمجتمع المكي بخصوصه مؤخرا؛ وطالما كان ينتظرها بفارغ الصبر. البشرى الأولى ـ قبل ستة عشر يوما ـ وقد كانت ممثلة في خبر إقرار الجمعية العمومية لمؤسسة مكة للطباعة والإعلام للطرح الخاص بزيادة رأس مال المؤسسة؛ بإصدار أسهم جديدة، ودخول أعضاء جدد للمؤسسة. وبلا شك تعتبر هذه الخطوةُ الخطوةَ الأهم ـ بعون الله تعالى ـ لإعادة تأسيس صحيفة (الندوة)، ودفعها لمواصلة ركضها الصحفي، ولتنافس مثيلاتها من الصحف المحلية والعربية، ولتعود كما كانت في أوائل عهدها؛ قوية وعصرية، ومعبرة بحق عن رمزية مكة المكرمة. أما البشرى الثانية ـ قبل ثمانية أيام ـ فهي أن (النادي الأدبي) بمكة المكرمة سيكون ـ بتوفيق الله تعالى ـ أول النوادي الأدبية بالمملكة المستفيدة من اللائحة الأساسية للأندية الأدبية، التي تم اعتمادها مؤخرا، وخصوصا من المادة الثامنة والعشرين؛ المتعلقة بانتخاب الجمعية العمومية للنادي الأدبي ـ بعد أربعة عشر يوما ـ لجميع أعضاء مجلس إدارة النادي، ليواصل المجلس الجديد إبراز واقع وتاريخ مكة المكرمة الأدبي والثقافي. أما البشرى الثالثة ـ قبل سبعة أيام ـ فهي دخول مجلس شرف (نادي الوحدة) مسارا جديدا، عبر تغييرات جذرية وواسعة، ستساهم ـ بحول الله تعالى ـ في أداء النادي لدوره الوطني في استثمار طاقات الشباب فيما ينفعهم وينفع وطنهم.
أخيرا الحقيقة تؤكد أننا جميعا ـ وخصوصا من يحترف التقطيب والتكشير ـ في حاجة إلى مزيد من ثقافة الفرح بالبشارات بقرب تحقيق الآمال والأهداف، وفي احتياج للبحث عن مسببات الفرح، دون إفراط أو تفريط... أرجوكم إخواني وأخواتي أن تفرحوا، وأن تتفاءلوا بالقادم؛ فقد كان يعجب نبيكم ـ صلى الله عليه وسلم ـ (الفأل الحسن). وقد ثبت عنه قوله فيما يرويه عن ربه عز وجل: أنا عند حسن ظن عبدي بي، وصح عنه دليلا على ذلك قوله لصاحبه الصديق ـ رضي الله عنه ـ عندما كانا في الغار، وقال له: يا رسول الله، لو أن أحدهم رفع قدمه رآنا، قال: ما ظنك باثنين الله ثالثهما. وكرِّروا دعاءه: اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن..، ورددوا نصيحته القيمة: بشروا ولا تنفروا..، وابحثوا عن قصص الصحابي الجليل سيدنا النعيمان بن عمرو الأنصاري ـ رضي الله تعالى عنه ـ الذي كان أحد أشهر الذين حلاهم الله ـ سبحانه وتعالى ـ بحب الفكاهة والطرفة، وخاصة مع سيدنا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ.
همسة:
لعبة كرة القدم من أكثر الألعاب انتشارا وشهرة في العالم، ويستمتع بها عالمياً أكثر من ثلاثة مليارات نسمة. وكعلماء ودعاة ومرشدين ينبغي أن نهتم بهذا العدد ممن يهوى الرياضة، وأن نمارسها، وأن ندعم المساعي الداعية إلى إدخال الرياضة إلى مدارس بناتنا الطالبات. فنشاط الرياضة بعمومه مشروع ومطلوب، والدولة ـ رعاها الله ـ قدمت وتقدم مشكورة ما بوسعها لإرساء الأخلاق الرياضية. وعلينا أن نسعى جميعا معها ومع جميع الأندية الرياضية لتوظيف الرياضة في تخليص الشباب من الأفكار الضارة، فالرياضة بلا شك لا ضرر منها ولا ضرار، شريطة أن يتقيد الكل بأخلاقياتها المعروفة للجميع.