يعيش التلفزيون المصري حالة من الارتباك على المستوى الإداري إذ يبدو أن رئيسه سامي الشريف لا يعي أبعاد القرارات الارتجالية التي يصدرها بين الحين والآخر.

يعيش التلفزيون المصري حالة من الارتباك على المستوى الإداري إذ يبدو أن رئيسه سامي الشريف لا يعي أبعاد القرارات الارتجالية التي يصدرها بين الحين والآخر.
بالأمس أصدر الشريف قرارا يسمح ببث برامج دينية مسيحية أسوة بالبرامج الدينية الإسلامية التي تبثها قنوات التلفزيون. ولعل الخطورة في مثل هذا القرار تأتي في ظل تزامنه مع ما حدث في منطقة إمبابة بمحافظة الجيزة التي شهدت مواجهات دامية بين متشددين إسلاميين وأقباط أسفرت عن مقتل وجرح العشرات!
وبالطبع مثل هذه القرارات في تلفزيون الدولة الرسمي ستثير حفيظة شريحة معينة داخل مصر، خاصة في ظل حالة الاحتقان الطائفي المشتعل حاليا في الشارع.
أعتقد أن القرار متسرع نوعا ما، وكان لا بد من التروي حتى تهدأ الأوضاع، أو على الأقل إصدار قرار آخر يسمح بإطلاق قناة إسلامية وأخرى مسيحية تابعة لاتحاد التلفزيون.
يبدو أن هناك مشكلة إدارية يعيشها التلفزيون، ولا يوجد ناطق رسمي باسمه، فنجد تضارب الأنباء يهز كياناته، فتارة تنشر أخبار غير صحيحة على لسان رئيسه ويضطر للظهور على وسائل الإعلام لينفيها، كما حدث في خبر منع مشاهد القبلات في الأفلام التي تبثها قنوات التلفزيون. كما تحول المبنى إلى ما يشبه ميدان التحرير، فكل يوم يتظاهر أمامه العاملون فيه بسبب تأخر رواتبهم واحتجاجهم الدائم على السياسة التي يدار بها التلفزيون حاليا.
هناك من اعتقدوا أن الإعلام المرئي المصري سيكون أفضل حالا بعد رحيل النظام السابق، إلا أن الفوضى هي العنوان الرئيس الذي يميزه حتى الآن، ولا أنسى تلك المشاهد التي أتحفتنا بها قناة فراعين الفضائية عندما تحولت إلى حلبة مصارعة استخدمت فيها الكراسي ودمر فيها أستوديو أحد البرامج، والسبب هو نفسه الثورة ومحاولة التغيير!