1 رمضان     وفاة السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها قبل الهجرة إلى المدينة المنورة بثلاث سنين وهي أولى زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم وأول من آمن برسول الله صلى الله عليه وسلم وأم أبنائه (فاطمة وزينب ورقية وأم كلثوم والقاسم) ولم يتزوج عليها غيرها حتى توفاها الله تعالى إلى رحمته، وقد حزن عليها النبي صلى الله عليه وسلم حزناً شديداً لأنها كانت من أكبر أعوانه وأرق الناس له، وكان كثيراً ما يذكرها بعد وفاتها ويترحم عليها.
وفي الأول من رمضان سنة 9هـ انطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم وثلاثون ألفا من المسلمين لملاقاة الروم كما في بعض الروايات وهو ما عرف بجيش العسرة لما أصاب المسلمين من الضيق الاقتصادي وقتها وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على النفقة فسارع أغنياء الصحابة وفقراؤهم إلى تقديم الأموال, وكان عثمان بن عفان رضي الله عنه أكثر الصحابة إنفاقا على جيش العسرة فوعده رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة.
وكان الحر شديداً فكان الناس يفيئون إلى ظلال الأشجار فحاول المنافقون تثبيط الناس واستغلال ذلك لإشاعة التخاذل، كما كانوا يستأذنون النبي صلى الله عليه وسلم بالتخلف مبدين الأعذار الكاذبة.
وتزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم زينب بنت خزيمة من بني هلال وكانت تسمى أم المساكين لرحمتها إياهم ورقتها عليهم، ودخل بها في الأول من رمضان وكانت قبله تحت الطفيل بن الحارث فطلقها فتزوجها عبيدة بن الحارث فقتل يوم بدر شهيدا فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد جعلت أمرها إليه عندما خطبها فتزوجها وأشهد وأمهرها اثنتي عشرة أوقية ونشا فمكثت عنده ثمانية أشهر، وتوفيت في آخر شهر ربيع الآخر وصلى عليها رسول الله ودفنها بالبقيع وكان عمرها 30 سنة.