احتفت الهيئة المصرية العامة للكتاب في ندوتها الأسبوعية برواية محب لعبدالفتاح الجمل. وذلك بمشاركة عدد من الكتاب والروائيين والنقاد منهم يوسف القعيد، وعبده جبير، وشعبان يوسف، وسعيد الكفراوي الذي تولى إدارة الندوة.
وقال الكفراوي: إن الجمل هو أحد أهم الشخصيات التي ساهمت في اكتشاف المواهب الأدبية، وكان بمثابة ملاذ يلجأ إليه الناس ويلوذون بعطفه ومحبته. وفي فترة الستينات كان مسؤولا عن الثقافة في مصر؛ وفي ذلك الوقت كان معظم الكتاب يكتبون القصة القصيرة مثل إبراهيم أصلان، وجمال الغيطاني، ويوسف القعيد وغيرهم، ولم يكن أحد يكتب الرواية عدا صنع الله إبراهيم، وكل هؤلاء الأدباء لم يجدوا نافذة يطلون منها إلا عبدالفتاح الجمل من خلال صفحته في صحيفة المساء التي فتحت أبوابها أمامهم. وكان عبدالفتاح الجمل يمثل ظلا حيا ومعيارا حقيقيا لتقديم تلك المواهب.
وعن رواية محب، قال الكفراوي: إنها تأتي حاملة تلك الحياة الحسية والقائمة على حب البشر، ويمكن القول إجمالا إن أهل القرى بالذات هم أهل محب وهم عصب ما عبر عنه عبدالفتاح الجمل في روايته التي أحدثت ضجة في الأوساط الثقافية عند طباعتها أول مرة وهي سيرة ذاتية أو ما قالته محب عن نفسها، وهي قرية بدمياط ولد وعاش بها عبدالفتاح الجمل. مضيفا: أن الرواية من أهم النصوص التي كتبت عن القرية؛ وهي من أربعة فصول كل فصل يشمل مظهرا من مظاهر الكون، وعلاقات الإنسان الاجتماعية، وكان يقع على الشخصيات التي تقيّم بناء النص ومن ثم بناء العالم مثل شخصية فشار محب وهو نموذج نراه في كل قرية، كما نلتقي بالمدهش والمفاجئ ونجد فيها أحوال وأشخاص نستشعر منها خاصية توحد الإنسان مع الطبيعة بجسده ومشاعره. فقد كتبها بلغة لم أر شبيها لها. وكأن اللغة هي الحواس الخمس التي تلخص نظرة الوجود وتعمل على تحويل التجربة المباشرة لتجربة فنية.
وقال يوسف القعيد: اهتم الجمل بالآخرين أكثر من اهتمامه بكتاباته ومشروعه الشخصي. وعن رواية محب فقد رأيت النسخة المكتوبة بخط يده؛ ولو أستطيع طباعتها كما هي كنت طبعتها لأنها درس مهم للأجيال التي جاءت من بعده ومن بعدنا أيضا فهي مكتوبة بعناية فائقة، رغم أنه كان مشغولا جدا بصفحته الثقافية في صحيفة المساء.
وأضاف القعيد: أن الجمل لم يكن صاحب مجموعة ولكنه كان أقرب لحياد القاضي، ورغم أن أعماله قليلة إلا أنها مهمة جدا فله عمل فريد اسمه حكايات شعبية من مصر حيث طلب من مجموعة من الشباب في الريف أن يستمع كل منهم لحكّاء في القرية ويكتب ما يحكيه. وكان العمل تجربة جميلة وفريدة، وكان لعبدالفتاح الجمل دور هام في صحيفة المساء. وكذلك في الأخبار رغم قصر المدة التي عمل فيها بـالأخبار؛ وهو من مؤسسي دار الفتى العربي، وكان يبحث عن المواهب والجواهر ويظهرها وكان يشعر بأن هذه رسالته الحقيقية، ولولاه لم تكن مصر عرفت جيل السبعينات.