سعيد بن ردفان الكثيري (القنفذة)

العلماء هم ورثة الأنبياء.. فضلهم عظيم.. ومكانتهم عالية.. (إنما يخشى اللهَ من عباده العلماء) يا لها من مكانة، ولا يوجد أحد معصوم من الخطأ.. كلنا خطاء.. فنحن بشر (وخُلِق الإنسان ضعيفا). ظهر في الآونة الأخيرة بعض الفتاوى الغريبة.. من مشايخ وعلماء معروفين.. فعاش البعض منا صدمة لم يفق منها بعد.. أَوَ يُعقل ما نراه وما نسمعه؟!!
ولكن ما لفت انتباهي بشدة.. ردة الفعل العكسية من الجمهور.. سمعنا بهذه الفتاوى.. فبدأنا بالولولة والصياح والسب والشتم.. للأسف.. واقعنا يُرثَى له.. فالإعلام أصبح يقلبنا ويوجهنا كيفما شاء.. تطرق الإعلام بشتى وسائله لهذه الفتاوى.. فرأينا العجب العجاب.. ليتنا حينما نعارض حكما.. أن يكون لدينا دليل أو برهان يثبت ما نقول.. وتقوى به حجتنا.. لا أن نتكلم بما لا نعرف.. ولكن هذا هو حالنا.. صاح الناس فصحنا.. قاموا فقمنا.. جلسوا فجلسنا, بدلا من أن نتثبت ونتروى ونتأكد.. فكما نعلم أن الحلال بين والحرام بين, وبينهما أمور مشتبهات, لا يعلمهن كثير من الناس...
أصبحنا نستسهل الحديث في الدين وشرائعه.. وأصبح كل واحد منا مفتي زمانه.. لم نكتف بذلك.. بل أصبحنا نستهزئ بما يخالف أهواءنا.. وكأننا نتحدث في مجال الرياضة أو الأزياء, لا ننتهي عند حدودنا.. ولا نحسب خطورة تجاوزاتنا..
لو نتفكر قليلا.. نجد أن هذه الأحكام ليست واجبة.. بل هي من المباحات.. لذلك لسنا مأمورين بفعلها.. ولسنا مجبورين باتباعها.. فلنفكر بعقولنا.. ولنتكلم بألسنتنا.. ولنشكر الله على هذه النعم.. خلاصة القول.. يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يكن أحدكم إمَّعة، يقول أنا مع الناس, إن أحسن الناس أحسنت، وإن أساؤوا أسأت. ولكن وطِّنوا أنفسكم إن أحسن الناس أن تحسنوا، وإن أساؤوا أن تجتنبوا إساءتهم.