بيروت، دمشق، القاهرة: بارعة ياغي، الوطن

يبدو أن خروج ورثة منصور الرحباني عن صمتهم حيال قضية منع المطربة فيروز من الغناء لم يثن عشرات الآلاف في أكثر من دولة عربية من الخروج إلى الشارع وتنظيم الاعتصامات السلمية على قرار منعها. ففي بيروت خرج محبّو الفنانة فيروز في اعتصام أمام المتحف الوطني احتجاجًا على منعها من إعادة تقديم مسرحية يعيش يعيش على مسرح كازينو لبنان. ووزع محبو فيروز بيانًا يؤكدون فيه على أنه لا يمكن لأحد أن يمنع فيروز من تأدية أغانيها، وبالذات مسرحية يعيش يعيش، وأن السيدة فيروز تحترم القانون ولا يوجد أحد أكثر منها يحترم القانون.
وفي دمشق نفذ محبو فيروز اعتصاما سلميا في دمشق القديمة, للتضامن معها واحتجاجا على منعها من إعادة تقديم أغاني ومسرحيات الأخوين رحباني.
وقد لبى عشاق المطربة اللبنانية الكبيرة فيروز من الجمهور السوري النداء الذي أطلقه معجبوها, واجتمعوا في حديقة الأشلة في منطقة باب شرقي (في دمشق القديمة) مساء أمس. وعبر محبو السيدة فيروز عن احتجاجهم بالتجمع في الحديقة للاستماع لأغاني فيروز، وذلك رغبة منهم بأن تكون حاضرة معهم. وجاء هذا التحرك بموازاة اعتصامات أخرى شهدتها كل بيروت والقاهرة ومدن عربية أخرى في نفس اليوم والتوقيت. وقال المنظمون الذين أطلقوا على أنفسهم اسم الفيروزيون إن الاعتصام سينظم بالتعاون مع مجموعة من محبي فيروز, وهو عبارة عن تجمع صامت على وقع صوت أغاني فيروز وبالتزامن مع تجمعات أخرى في مصر وبيروت وحيفا وغيرها من المدن. وكانت فيروز قدمت على مدى أكثر من نصف قرن أكثر من 15 مسرحية للأخوين رحباني هما عاصي زوج فيروز وشقيقه منصور, لكنها عندما عزمت على إعادة تقديم مسرحية (يعيش يعيش) التي كانت قد عرضتها عام 1970 اصطدمت بقرار الرفض من إدارة مسرح كازينو لبنان بعد أن استلمت إدارة المسرح رسالة قانونية من ورثة منصور الرحباني أسامة وغدي ومروان.
ويعود الخلاف إلى أن ورثة منصور طالبوا فيروز باستئذانهم أولا قبل إقدامها على أداء أي من أعمال الأخوين وبإعطائهم الحقوق المادية عند تقديم تلك الأعمال في أي مكان تذهب إليه. في المقابل أكد ورثة منصور الرحباني في بيان أن ما يطالبون به هو أبسط الحقوق القانونية التي تحظّر على أحد المؤلفين في الأعمال المشتركة أن يمارس بمفرده حقوق المؤلف من دون رضا شركائه.
وكان ورثة منصور الرحباني قد أكدوا أن الدعاوى التي أقامها منصور ليس الغرض منها منع فيروز عن الغناء, وإنما ما طالب به هو أبسط حقوقه التي تنبع من المبدأ القانوني المكرّس في المادة السادسة من القانون رقم 75/1999 التي تحظر على أحد المؤلفين في الأعمال المشتركة أن يمارس بمفرده حقوق المؤلف بدون رضا شركائه ما لم يكن هناك اتفاق خطي مخالف وما يترتب عليها من حقوق، والتي ما كان منصور لينكرها على فيروز فيما لو رغب بإعادة أحد أعمال الأخوين واستحصل على موافقة أصحاب الحقوق بشأنها. وأضافوا في بيانهم وهنا تجدر الإشارة إلى أن إدارة كازينو لبنان، وبالنظر على صراحة هذه المادة، لم تقبل التعاقد على تقديم أية مسرحية للأخوين الرحباني دون موافقة خطية صريحة ومسبقة من مؤلفي العمل المشترك.