بشهادة الإعلان الصحفي (على صفحتين) من وزارة الشؤون البلدية والقروية تأتي منطقة عسير ثانية بعد منطقة الرياض في عدد المجالس البلدية.
بشهادة الإعلان الصحفي (على صفحتين) من وزارة الشؤون البلدية والقروية تأتي منطقة عسير ثانية بعد منطقة الرياض في عدد المجالس البلدية، والثانية أيضاً في عدد جلسات هذه المجالس مثلما هي أيضاً في عدد القرارات التي اتخذتها اجتماعات هذه المجالس، وأيضاً بذات الترتيب في عدد القرارات المنفذة من بين جملة القرارات التي وافقت عليها اجتماعات هذه المجالس. ولم أصب – بالدهشة – قدر إصابتي أن المنطقة التي أسكنها وأعيش فيها قد شهدت ما يزيد عن 600 قرار نافذ منفذ على الواقع لهذه المجالس البلدية: ذاك إما أن هناك خطأ في أرقام الإعلان ومفرداته أو أنني مصاب بلوثة عقلية لا أشاهد فيها على الأقل منطقتي ومدينتي ولا ألمس حجم تأثير 600 قرار بلدي، حتى وأنا في المرتبة الثانية من الأرقام فكيف بالإخوة سكان آخر ثلاث مناطق من حيث حجم منجز هذه المجالس البلدية. أظن أنهم بحاجة إلى – تلسكوب – مجهري كي يشاهدوا قرارات مجالسهم المنفذة.
والمسألة لا تحتمل أكثر من احتمالين: إما أن مجالس منطقتي البلدية ترفع للوزارة جملة قرارات من دفاتر حصص التعبير في الصف السادس الابتدائي وإما أنهم يعتبرون – البسملة – في بداية اجتماعاتهم – والحوقلة – في منتصفها وختم السلام على أنفسهم في نهاية كل اجتماع ضمن قراراتهم المنفذة. قرأت الإعلان ثم – فركت – عيني حتى دخلتا رأسي ثم صعدت لأعلى جبل كي أتحسس هذا العدد المئوي الضخم في مدينة لا يتجاوز حجم شوارعها 300 شارع وكل شارع حسب البيان يحظى من هذه القرارات البلدية بقرارين. وليعلم هرم الوزارة الموقر أنني أسكن الثلث الجديد من المدينة وهو أقرب إلى توصيف
– الثلث المعَّطل – وأنا بكل البراهين وبألف شاهد يكفي منهم اثنان – لقص رقبة – أقول إن المجالس البلدية بستمئة قرار لم ترصف متراً واحداً ولم – تسفلت – ثلاثة أرباع شوارع هذا الثلث. وكل منجز المجلس البلدي الموقر أنه – فزع – إلينا حين اشتكينا تجيير حديقة البلدية على مدخل الحي لأحد الأثرياء النافذين ثم أرعد وأبرق ولم نلمس شيئاً منذ سنين ولهم العذر، لأن المجلس كما اتضح لنا مشغول بقرارات البسملة والحوقلة. ولا حول ولا قوة إلا به سبحانه واسمه جل وعلا لا يحتاج إلى قرار، لأنه إيمان ومعتقد. فقط نريد كشفاً بهذه القرارات البلدية المجيدة.