الرياض: عبدالعزيز العطر

تشهد درجات الحرارة على مناطق المملكة خلال شهر رمضان المقبل تراجعا نسبيا في معدلاتها عن الأعوام الماضية المتزامنة مع شهر أغسطس حيث أكد خبير فلكي أن درجات الحرارة لهذا الشهر ستتراوح ما بين 40 و44 درجة مئوية تتخللها أيام معدودة لا تتعدى خمسة أيام تنشط فيها موجات حارة.
وبحسب تقرير للرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، استعرض درجات الحرارة في مناطق المملكة خلال العشرين عاما الماضية، فإن أعلى درجة حرارة مسجلة تزامن فيها شهر رمضان مع شهر أغسطس كانت في مكة المكرمة عام 1988 إذ بلغت 49.4 درجة مئوية فيما سجلت في الرياض 48.2 درجة مئوية.
وقال أستاذ الأرصاد الجوية المساعد بكلية الملك فيصل الجوية، ومدير وحدة العلوم الجوية الدكتور ناصر سرحان في حديثه لـالوطن، إن أعلى درجة حرارة سجلت في المملكة، خلال الأسابيع الماضية، بلغت 47 درجة مئوية، وما تجاوز ذلك كان عبارة عن موجات حارة فقط، مضيفاً أن التوقعات للفترة المقبلة تتراوح ما بين 40 و 44 درجة مئوية. وبين أن موجات حارة ستتعرض لها المملكة لمدة تتراوح بين 2 إلى 5 أيام، سترفع درجة الحرارة إلى 47 خصوصاً في المنطقتين الوسطى والشرقية.
مقياس الحرارة
وأكد سرحان أن درجات الحرارة في المركبات وأجهزة القياس في الطرقات غير معتمدة لأن مقياس درجة الحرارة بالسيارة أو اللوحات الإعلانية تتأثر بحرارة محرك السيارة والانبعاثات الناتجة عن الأسفلت مما يوحي بأن درجات الحرارة أكثر بكثير من المعلنة من الجهات المختصة.
وبيّن الدكتور سرحان أن موجات الحرارة والأتربة التي تتعرض لها بعض مناطق المملكة وتحديداً الشرقية والوسطى ترجع إلى موازاتها لجبال زاغرس في إيران. وقال إن تلك الجبال يبلغ ارتفاعها 8 كيلو مترات، وعند نزول الهواء من أعلى الجبل إلى الأسفل يسخن الهواء وتقل كثافته ويحمل معه الأتربة، وأن بعض مناطق المملكة ستتعرض خلال الأيام المقبلة لرياح الشمال الموسمية المحملة بالأتربة، وأن تعرض أجواء جدة والرياض مساء أول من أمس للأتربة يعتبر بوادر رياح الشمال.
ونفى سرحان صحة توقعات بعض علماء الفلك الذين أكدوا أن درجات الحرارة ستصل خلال الفترة المقبلة إلى معدل 50 درجة مئوية. وقال أجواء المملكة لم تسجل درجات حرارة بتلك المعدلات. وتساءل: ما هي أسباب ذلك في نظر هؤلاء العلماء؟.
توقعات ناسا
واستبعد سرحان صحة التنبؤات التي أطلقتها وكالة الفضاء الأمريكية ناسا بحدوث انفجارات شمسية ستؤثر على الكثير من دول العالم خلال عام 2013، مستغرباً من ربط علماء سعوديين علاقة الانفجارات بارتفاع درجات الحرارة بالمملكة خلال الفترة الماضية، مؤكدا أن ذلك مستحيل.
وقال سرحان لا صحة لتلك المزاعم، فمثل هذه الأحاديث للتخويف والترهيب فقط، كما حدث مع مقولة انتهاء الكون عام 2012، وتساءل: كيف يطلقون توقعات دون أسباب علمية خصوصاً أن الشمس تبعد ملايين السنين، وأن هناك غلافا جويا يحمي الأرض؟.
رصد 25 عاما
من جهة أخرى، أكد تقرير للرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة عن الحالات المناخية خلال شهر رمضان المقبل الذي يتزامن مع شهر أغسطس، أن أهم الظواهر الجوية الحادة التي تم تسجيلها لشهر رمضان من عام 1985 إلى 2009 تركزت في تسجيل أعلى درجة حرارة في المملكة على مكة المكرمة بواقع 49.4 درجة مئوية وذلك عام 1988، بينما كانت أعلى درجة سجلت لذات الفترة في مدينة أبها بلغت 34 درجة مئوية، فيما سجلت مدينة الرياض أعلى معدلاتها لنفس الفترة عام 1998 وبلغت درجة الحرارة بها 48.2 درجة مئوية.
وبيّن التقرير أن أقل معدلات سجلت خلال ذات الفترة في مدينة أبها 10.4 درجات مئوية عام 2005، بينما سجلت أقل درجة في مكة المكرمة بواقع 23.4 درجة مئوية، في الوقت الذي سجل فيه معدل 17.5 درجة مئوية أدنى درجة على مدينة الرياض عام 2001.