الظهران: يوسف الحربي

 زوار مهرجان صيف أرامكو 31، لا يملكون إلا التوقف مطولاً وهم يشاهدون أصغر وأكبر المشاركين في المهرجان، وهما الطفلة فاطمة بوخمسين، ابنة الثلاثة أعوام، والعم يوسف المرحوم، الذي تجاوز السبعين عاماً، وكلاهما يشكلان أحد أبرز الوجوه في المهرجان، كما أنهما متفقان تماماً بالعمل، لكنهما مختلفان في العمر.
فاطمة بوخمسين، ابنة الثلاثة أعوام، شد انتباهها وقت انشغال جميع الزوار في خيمة واحة الاستكشاف أجزاء مفككة وأجزاء تنتظر التحريك من الربوتات، والتي تعزز مفهوم العمل الجماعي والسلامة على الطرقات وحل المشكلات وتنمية الوعي البيئي بالتعاون مع مركز المواهب، وقد استطاعت بطريقتها تجميع أجزاء يمكن تركيبها ببعضها، وبينما الجميع منهمك بالضحك والتفاعل مع مقدمي برامج الخيمة ومسابقاتها، بقيت بوخمسين تبحث عن أجزاء تركيب لعبتها.
ومن جهة أخرى يتواجد بالمهرجان أكبر المشاركين سناً، العم يوسف المرحوم، الذي تجاوز السبعين عاماً، مستعرضا مجموعة من أعماله المسطحة والمركبة من الخشب، وبجواره شنطته البسيطة المكتظة بالعديد من الأزاميل بمقاساتها المتنوعة بالإضافة إلى المبرد الحديدي، حيث يعتبر أحد أهم العاملين في المعرض الحرفي.
المرحوم تحدث لـالوطن بأنه يعمل بهذه الحرفة منذ أكثر من خمسين عاماً مشكلا بالتراث والزخرفة أعمالا محفورة بالخشب، من نحت بارز وغائر، ويواصل حديثه أن هذه الأعمال التراثية يهتم بها المقيمون من الجنسيات المختلفة التي تسأل وتصور وتطلب اقتناءها.
وما إن يقف أحد المتفرجين ليشاهده ويشاهد أعماله حتى يوقف عمله ويتحدث عن هذه الأعمال ومستوى الحفر بها وصعوبة إتقانه لأي حرفي، بالإضافة إلى أعماله القديمة والحديثة، وما يشد انتباه المشاهد هو أحد أعماله، قصر تراثي لايتجاوز 20 سنتيمترا، مكون من دورين، مزخرف وذو أعمدة واضحة وكأنه أمام الزائر بمساحته الكبيرة.

فاطمة بوخمسين