دمشق: ياسر باعامر

تضاعفت خدمات القطاع بالسعوديين من 60 إلى 100 مليون سنوياً

 في ظل الاهتمام المتزايد الذي تبديه السوق المحلية في المملكة مؤخراً، تجاه تخصص العلاقات العامة، بدأ العديد من الشباب السعودي من الجنسين في الاهتمام بهذا التخصص الأكاديمي والمهني، سريع النمو، وذلك من خلال الدراسة الأكاديمية والتسجيل في دورات متخصصة، تمنح شهادات معترفا بها من مراكز عالمية مرموقة.
وقد زاد من شدة إقبال الشباب السعودي على دراسة هذا التخصص والإلمام بكافة تفاصيله وجوانبه المختلفة، النمو الكبير الذي حققه قطاع العلاقات العامة في أسواق المملكة المحلية، ولا سيما بعد الأزمة المالية العالمية، حيث تشير بعض التقارير الاقتصادية المتخصصة إلى تضاعف خدمات هذا القطاع من 60 مليون إلى 100 مليون، أي بمعدل نمو يساوي 30% سنوياً.
وفي الوقت الذي تظهر فيه التقارير أن الفتيات تفوقن على نظرائهن وزملائهن الذكور في إتقان مهارات هذا التخصص، وبشكل احترافي كبير، فإن الإحصائيات تؤكد أيضاً وبشكل يدعو إلى القلق أن أقل من 30 وكالة متخصصة في السوق المحلية السعودية، تستطيع تقديم خدمات العلاقات العامة بأسلوب احترافي وعصري.
وفي هذا الإطار، بادر عدد من الشباب السعودي من كلا الجنسين، بدراسة وتطوير إمكانياتهم المهنية والأكاديمية، في تخصص العلاقات العامة، في العاصمة السورية دمشق، وذلك باستغلال سفرهم إلى سوريا من أجل السياحة، والاستمتاع بالمناظر الطبيعية والمتاحف والأسواق الأثرية والبيئة الشامية، بحيث يحققون أكثر من غرض في السفرة الواحدة، وبحيث تجمع السفرة ما بين التعليم والسياحة. وبرر الشباب اختيارهم سوريا دون غيرها لدراسة فنون ومهارات تخصص العلاقات العامة، لوجود مركز دولي متخصص في العاصمة دمشق يمنح شهادات أكاديمية معترف بها دولياً.
وعن هذه التجربة، يقول كل من محمد وأميرة ونوف، وهم شباب سعوديون من الدمام وجدة والرياض، إنهم قرروا السفر إلى سوريا لدراسة دبلوم مكثف في أحد أفضل المعاهد السورية المتخصصة في تدريس العلاقات العامة، والتي تمنح شهادة مرتبطة بالجمعية الدولية للعلاقات العامة بالعاصمة البريطانية لندن، والدورة مدتها ثلاثة أشهر، بواقع ست ساعات دارسة يومياً.
ويتحدث محمد ذيب آل مفرح (34 عاماً)، بصورة مفصلة أكثر عن هذه التجربة، بقوله: إنه يملك شركة إعلانية بالدمام، ويهدف إلى توسيع نطاق شركته، وإدخال وحدة جديدة في مجال عمله متخصصة في العلاقات العامة بالمفهوم الحديث، ولهذا سافر إلى سوريا وسجل بهذه الدورة. مضيفاً آل ذيب في تعليق خاص إلى الوطن أنه قدم إلى دمشق بغرض السياحة، إلا أنه فضل أيضاً أن يستفيد من وجوده في تطوير أدائه المهني والعملي.
ويبرر آل ذيب السبب في سفره وغيره إلى سوريا، لدراسة مهارات العلاقات العامة، ولماذا لا يتعلمها في السعودية؟، بالقول إن أرضية عمل العلاقات العامة في السعودية لا تزال هشة، وأنه يريد الاستفادة من دراسة مهارات هذا التخصص في مركز مرموق وله مكانة دولية، بحيث يسخر المهارات التي يكتسبها لخدمة وطنه.
من جهته، فسر رئيس الجمعية السورية للعلاقات العامة الدكتور نزار مهيوب، إقبال الشباب السعودي من الجنسين على دراسة المفاهيم الحديثة في هذا العلم، بما اعتبره رواج سوق العلاقات العامة على الخارطة السعودية بشكل كبير، وارتباط مفاهيم العلاقات العامة بسوق العمل في السعودية على الصعيدين الرسمي والخاص. مضيفاً أن هذا العلم اكتسب أهمية وقيمة خاصة في السعودية بعد الأزمة المالية العالمية.
واعتبر الدكتور مهيوب السعودية من أكثر الأسواق الخليجية المرشحة لتزايد الاهتمام بمثل هذا العلم. مرجعاً ذلك إلى كون العديد من الشركات والمؤسسات باتت تلجأ إلى العلاقات العامة بشكل متزايد كإحدى استراتيجيات التسويق، وباعتبارها أداة ووسيلة مهمة في إيصال رسالتها وإبراز أنشطتها لدى مجتمعها وجمهورها المستهدف من نشاطها، سواء كان تجاريا أو مهنيا أو صناعيا أو خدميا. مضيفاً أن هناك محاولات جادة لنشر ثقافة اختصاص العلاقات العامة الحديثة في المملكة وبقية الدول العربية.
أما نوف العتيبي التي تحمل بكالوريوس في الدراسات الإسلامية من جامعة الإمام بالرياض، وتعمل بوحدة العلاقات العامة بموقع لها أون لاين الدعوي، فقالت إن الغرض من دراستها هذا العلم هو لتتمكن من أداء عملها المتخصص بشكل أكثر فاعلية. أما أميرة اليافعي وهي طالبة إعلام ملتحقة بإحدى الجامعات، فقالت إنها جاءت إلى سوريا في موسم الصيف للاستمتاع السياحي، ومن أجل دراسة علم العلاقات العامة الحديث،مصطحبة معها أبناءها لأنها تريد التخصص مستقبلاً عبر عمل خاص بها، نظراً لاحتياجات سوق العمل لمثل هذا العلم. وعن سبب اختيارها لسوريا قالت اليافعي: إن سبب ذلك هو كون سوريا تعتبر في الوقت الراهن أفضل خيار على مستوى المنطقة العربية من جهة تدريس التخصص، أضف إلى ذلك البيئة المناسبة للاصطياف السياحي لعائلتي، فأنا أقضي وقتي بين الدراسة والاستمتاع بأجواء سوريا الجميلة.
ومن جهة أخرى برر الدكتور نزار مهيوب إقبال السعوديات على دراسة العلاقات العامة بقوله : إن أكثر كوادر العمل في قطاع العلاقات العامة، هن نساء. وقد أكدت هذا الرأي اختصاصية العلاقات العامة في السعودية، سارة العايد، التي قالت إن النساء هن الأكثر عملا في العلاقات العامة على المستويين العربي والدولي، في نسبة تصل إلى 60%، معتبرة أن المرأة أبدعت في هذا المجال، وأنها باتت تمتلك أسلوبها وطابعها الخاص.