أن تؤمن بأن الله تعالى عظيمٌ .. لا يكفي لذلك أنك تعرف بوجوده وملائكته وأنبيائه وكتبه؛ ولا أن تعتكف خوفا من الموت وتولي ظهرك عن نصيبك في الحياة لأنك مؤمن باليوم الآخر .
أن تؤمن بأن الله تعالى عظيمٌ .. لا يكفي لذلك أنك تعرف بوجوده وملائكته وأنبيائه وكتبه؛ ولا أن تعتكف خوفا من الموت وتولي ظهرك عن نصيبك في الحياة لأنك مؤمن باليوم الآخر .. أو أن تتواكل بأمرك عليه إيمانا بالقدر خيرا كان أو شرا دون عمل وسعي وكفاح .. ولا يكفيك تعبيرا لذلك أن تصلي وتُزكي وتصوم رمضان وأن تختم القرآن الكريم مرات فحسب ..
أن تؤمن أن الله العزيز العلي عظيمٌ ..
فهذا يعني أن تؤمن أنه نور على نور فيُحيط بك في كل زمان ومكان .. في كل فعل وقول وإشارة .. في كل همسة وصوت.. في صحو ومنام وحُلم.. في فكرة وعمل ..
أن تحمله سبحانه في ضميرك أينما تولي وجهك.. تذهب وتسكن.. أينما تأكل وتشرب وتجلس.. أن تؤمن أن الله يراك ويحيط بأمرك ظالما أو مظلوما.. فرحا أو حزينا.. ناصرا أو منصورا..
أن تراه في قلبك حين تبتسم للآخرين وتغضب منهم.. وتسمعه في كل ما تنطق به من لوم وعتاب أو تهنئة وسرور .
أن تؤمن بأنه تعالى عظيمٌ .. فهذا يعني أن تتأمل شؤون خلقه وضئيل كائناته وتتدبر عظيم قرآنه.. حين تمشي وتسافر.. حتى حين تشرب قهوتك في مقهى يملؤه العابرون والجالسون وتشعر بتلك المتعة في طعم قهوتك.. حلوة كانت أم مرّة.
أن تؤمن بأنه الواحد الأحد عظيمٌ.. فهذا يعني أن تؤمن بأن سعادة غيرك سعادتك ونجاحهم نجاحك.. أن حزنهم حزنك وفشلهم فشلك..
أن تؤمن بيقين أن رزقك ليس بضائع مهما أضاعه لك خلقه.. كما لا يضيع رزق النملة العمياء في عميق ترابه الذي لا يراه غيره..
أن تؤمن أن فوق كل جبار مُنتقم .. وأن الحياة فناء وفناء الإنسان كره الآخرين له..
أن تؤمن بأن الله العليّ عظيمٌ .. فهذا يعني أن ترى ضوءه في كل ظلام يحف بقدميك.. وتُبصر رحمته في كل وجع يصيبك.. وأن تدرك بأن الكلمة الطيبة ملكه قبل لسانك.. وأن جوف الليل صدرٌ يتسع لدعائك وندمك.. والنهار معاش ينتظر تعميرك وإبداعك..
أن تؤمن بأنه القوي العليم عظيمٌ.. فهذا يعني أن تؤمن بأنه الحقُ.. تحبّ الناس جميعا ضعيف خلقه قبل قويهم دون رياء ولو بدعوة.. وتسعى للخير فيهم دون نفاق ولو بابتسامة..
أن تؤمن بأنه اللطيف عظيمٌ.. فسيُعلمك تعالى أنك فعلت وآمنت ولن يبخل عليك.. كيف!؟
حين تُدرك أنك بين الناس محبوب مرغوب وقريب لقلوبهم وألسنتهم.. وأنه ناصرك دائما في بقاء قلبك ينبض بالحياة فتزداد حبا للحياة بخلقه.. ويهبك من خيره ورحمته وعلمه كي تهبه لعباده؛ فيرقق قلبك لعجوز عابر كما ينبهك ألا تؤذي نملة تقطع طريقك..
أخيرا؛ مهما كتبتُ كم نحتاج كي نعبر عن إيماننا بعظمة الله سبحانه في أفعالنا وأقوالنا وأفكارنا وعباداتنا؛ فسأبقى عاجزة.. وأهديكم هذا الرابط من غناء يوسف إسلام.
http://www.youtube.com/watch?v=QEDn8kjhXWE