لم تكن هيلين كيلر امرأة عادية بتاتاً، مع أنه كان من الممكن أن تبقى امرأة ولدت في أميركا في عام 1880 وتوفيت بها في عام 1968، غير أنها اختارت أن تواجه إعاقتها بعزم وتصميم، فقاومت فقدها للسمع والبصر، حتى تحولت إلى رمز للإرادة الإنسانية، ومعجزة في مقاومة الصعاب، وملهمة لكل من يواجه الأمور العسيرة.
كانت حياة هيلين كيلر التي اصيبت بالتهاب السحايا في عامها الثاني، صعبة، ولم يكن الطب قد بلغ مبلغه اليوم، ولا الحياة في سهولتها اللحظة، إلا أن هذه السيدة الملهمة، كانت تعرف أن الحياة بلا تفاؤل، جالبة للتعاسة، وهي كانت تكره التعاسة، وتحاربها، ولذلك قالت التفاؤل هو الإيمان الذي يؤدي إلى الإنجاز، ولن يمكنك إنجاز أي عمل بدون الأمل والثقة.
كم هم الذين يمتلئون سلبية مع أول وعورة في طريقهم، وما أكثر الذين يجيدون فن الشكاية، والقدرة على الحديث عن العوائق، مع أن ما يصيبهم لا يقارن بشيء من المصائب التي واجهتها تلك المرأة الحديدية.
ولم تكن كيلر تواجه واقعها الصعب هي فقط، بل لقد كانت تجوب العالم لتتحدث عن واقع المعاقين، وتجمع الأموال لمساعدتهم، وتحرض على تعليمهم فأنشأت كلية لتعليم المعاقين وتأهيلهم.
فتاة لا ترى، ولا تسمع، بل ولم تكن تتكلم، وتغلبت على كل هذه المعوقات بالعمل الجاد، والصبر والتفاؤل والطموح والإصرار، فيما تجد شباباً يمتلئ فتوة ونضارة ونشاطاً، ولا يجيد شيئاً كالنقد، والتبطح، والحديث عن عدم توفر الفرص العادلة، وانتشار الواسطة.
قد تكون معظم هذه الإشكالات واقعة، لكن استخدامها لتبرير الكسل، يكون مثل عذر البليد... مسح السبورة!