مسألة احتواء الشباب مسألة مهمة جدا لما في ذلك من إفراغ طاقات الشباب في الأشياء المفيدة لهم ولدينهم ووطنهم والحفاظ عليهم من الوقوع في بؤر الإرهاب واجتذابهم والتأثير عليهم من قوى خارجية ممنهجة,والأمر بسيط جدا ولا يحتاج إلي ميزانيات ضخمة، ولا إلى وقت طويل لإعداد الدراسة لذلك يستنزف الكثير من الوقت والمال. إن تجارب الأمم من حولنا في رعاية الشباب تثبت نجاحهم وتفوقهم في هذا المجال فهم لم يولدوا مؤهلين لرعاية هؤلاء الشباب، ولم يكونوا أناسا هبطوا من كوكب آخر فتفوقوا بل كانوا أناسا مثلنا تماما اجتهدوا وزرعوا ثم حصدوا.
أسكن في حي في مدينة بون ويوجد في هذا الحي مدرسة لرياض الأطفال، ملصق بهذا المدرسة ناد للشباب لذوي الفئات العمرية من 8 سنوات إلى 15 سنة، فيه جميع المقومات لتنمية مهاراتهم وإشغال وقت فراغهم، وقد زرت هذا المكان بنفسي فعجبني كثيرا, وقد سألت إحدى المدرسات الألمانيات عن هذه المراكز فقالت إنها بالفعل موجودة في كل حي منذ سنين طويلة وكل مركز له مشرف أو مشرفة يشرفون عليه، وهو لخدمة جميع الشباب بدون مقابل تشرف عليه إدارة الكنيسة في كل حي لذلك لم ألاحظ خلال وجودي هناك شبابا صغارا يتسكعون في الشوارع أو يعتدون على ممتلكات الناس والدولة أو يعتدون على المارة وسياراتهم، حتى الحيوانات والطيور سلمت من شرهم.
لذا فإني أهيب بالمسؤولين بإنشاء مثل هذا النوادي القريبة من جميع الشباب وتشجيع التجار والمتبرعين على المشاركة، والتي تعتبر من الأعمال الخيرية والوطنية. اطلب منكم زيارة أي دولة أوروبية حتى وإن كانت أقل من المملكة تقدما علميا واقتصاديا، نجد توفر جميع الحدائق في كل مكان بل إن لديهم قوانين صارمة لمن يستولي على جزء من هذه الحدائق العامة ولو لموقف سيارته, وقد عاصرت بنفسي أهمية هذه الحدائق وتأثيرها النفسي والاجتماعي على هذه المجتمعات ومن ثم الاستفادة من طاقاتهم في بناء المجتمع وارتياح حكوماتهم من مشاكلهم.