يعد محمد بن همام شخصية ثورية على البيروقراطية الرياضية والنمط التقليدي في الإدارة, وشخصية فذّة في بناء الهوية
يعد محمد بن همام شخصية ثورية على البيروقراطية الرياضية والنمط التقليدي في الإدارة, وشخصية فذّة في بناء الهوية، وذلك في نظر كثيرين ليس فقط في بلده قطر أو القارة الصفراء التي دانت له واعترفت بمكانته وقيمته.
هو شخصية محبوبة بفضل رويته وبعد نظره وحسن خططه واستراتيجياته.
درس في جامعة الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر الحالي الذي دعمه وما يزال، إيماناً بكفاءته وقدراته المتميزة وخبراته المتراكمة على مستوى العمل في أجواء الأندية والاتحادات الأهلية ومن ثم القارية حالياً.
كانت طموحاته البكر خدمة عشقه نادي الريان, ثم تغيرت الطموحات إلى دائرة أكبر، فكانت رئاسته للاتحاد القطري لكرة القدم, ثم خطوته التاريخية عندما اتسعت تطلعاته نحو قارة آسيا، فلمَ لا تكون القارة تحت مجهر فكره ونظرته الخبيرة, وتتابعت النجاحات وراء النجاحات التي آمن وأقر بها القريب والبعيد على حد سواء, فأهم وأكبر رموز الكرة العالمية يمنحون ابن همام كثيراً من الإطراء والتقدير على ما قام به من جهود جبارة في تسييره لأمور الاتحاد القاري رغم بعض الهنات التي صاحبت بعض الخطوات، لكن تبقى المحصلة في صورتها العامة تميل لصالحه ولصالح تاريخه الرياضي المشرف.
وقام ابن همام بجولات حول العالم, فكونت تلك الرحلات والمناسبات التي شارك فيها شخصيته وإحساسه بضرورة أن يخطو خطوة تاريخية، ليس لمسيرته كقيادي عربي قطري آسيوي, فتوجه إلى أقرب أصدقائه وهم المكونون للاتحاد العربي لكرة القدم وعلى رأسهم رئيس الاتحاد الأمير نواف بن فيصل الذي بدوره أعلن عن وقفة صريحة ومعلنة بتأييد ودعم المرشح العربي محمد بن همام لطرق أبواب الفيفا في مواجهة الغريم الخبير (اللعوب) جوزيف بلاتر.
كره ابن همام اتكال الاتحاد القاري على نمطية بائرة, وحراك شبه ساكن, ومنافسات شبه معطلة, ورؤية شبه مفقودة, وتسويق غير موجود, ومن هنا سنعطي الدليل, فالاتحاد القاري عندما استلم ابن همام زمام الأمور فيه كانت العوائد المالية لا تتجاوز الـ19 مليون دولار, لكنها بعد توليه أصبحت تناهز المليار دولار، وهنا فقط نستطيع أن ندلل على الفارق الكبير بل الشاسع على كيفية تفكير وقدرات من سبقوه قياساً بما لدى محمد بن همام.
واستمر ابن همام بكل جدية في ابتكار وسائل جديدة ومختلفة للحصول على نتائج أكثر نجاعة وتأثيرا على الكرة الآسيوية إن كان على مستوى الأندية أو المنتخبات، ولأنه الوحيد الذي درس فعلاً أعمال الجهاز الذي سبقه, فإنه كان يحتقر البيروقراطية المثبطة, ومافيا الكراسي الذين صعدوا على أكتاف الآخرين في فترات معينة.
وفي عهد ابن همام أحدقت بعض الأزمات بالاتحاد الآسيوي، لكنه في كل هذه الأزمات استطاع بفطنته وحكمته وهدوئه أن يتفادى أبعادها السلبية، وأوجد المعالجات الهادئة والمتكاملة في حلولها.
أممية محمد بن همام وارتباطه المميز باللعبة والمهتمين بها في كل مكان، ورفضه الاعتراف بآليات تقليدية في عمل الاتحاد وكذا الاتحادات الأهلية التابعة للاتحاد القاري, ألهمت تجارب وخبرات قيادات رياضية عالمية ابن همام كي يقدم على خطوته الأممية العالمية.
نادى ابن همام الاتحادات الأهلية لتتحول إلى شيء جديد، أن يكونوا أداة للتطوير والتحديث.
وعند المقارنة بين المرشحين الاثنين (ابن همام وبلاتر) نستطيع أن نتفاءل بمصير المنافسة إن شاء الله, وأن كفة مرشحنا العربي الخبير ستكون أوفر حظاً ومقدرة على جلب التأييد من الاتحادات الدولية، والتي لاشك أن هناك تنسيقا مبكرا قبل تقديم الترشيح من قبل ابن همام, فهو معروف بدراسة خطواته جيداً, وكما تفاءلنا بنجاح الملف القطري لاستضافة مونديال 2022 فإننا بنفس النظرة والمساحة من التفاؤل نتمنى ونتوقع نجاح هذه الشخصية القيادية العربية القديرة لتكون على هرم الهيئة المشرعة للكرة العالمية.