الحوار المفتوح الذي أداره الأمير (خالد الفيصل بن عبدالعزيز) مع شباب منطقته (مكة المكرمة) 17 /4 /1432هـ ووعد أن يكون دورياً كل يوم اثنين على رأس الشهر العربي لم يكن الأول من مبادراته ولا الأخير. فقد تحدث إذاعيا طيلة رئاسته لرعاية شباب المملكة 4 سنوات عن رؤاه لحاضرهم ومستقبلهم آنذاك بما هضمه من ثقافة بلاده وما اكتسبه من دراساته الأكاديمية وقراءاته الحرة لما أبدعه الفكر الإنساني بشرق الأرض وغربها. وحينما كان أميراً لمنطقة (عسير) 37 عاما كانت مجالسه المفتوحة المعروفة (السبت) للعلماء وشيوخ الفقه و(الأحد) للأدباء و(الاثنين) لمشايخ القبائل وعامة المواطنين و(الثلاثاء) لرؤساء الدوائر الحكومية والموظفين تضبط ساعتك على مواعيدها، يحرص الأمير خالد خلالها على إثرائها بالأحاديث والنقاش المفتوح، فكان المترددون عليها يخرجون منها بفوائد جمة تُضاف إلى معارفهم ورؤاهم وتصحح الصور المغلوطة لدى بعضهم.. وبين الفترة والأخرى يزور الطلاب بالجامعة ودور العلم من أجل الاستماع لأفكارهم وآمالهم لذات الغرض. وهاهو بمنطقة (مكة المكرمة) يسير على النهج السليم من تواصل المسؤول بمواطنيه عبر الحوار الهادف تُضفي عليه خبرته الطويلة بعالم الإدارة والمجتمع وهموم الناس النضج وحنكة التجربة والمراس. وإذا كان الملك (عبدالله بن عبدالعزيز) أسس لـ(مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني) منذ استلامه القيادة، ودعا إليه أطياف الأمة لطرح ما يدور بأذهانهم على طاولة النقاش والخروج بعد ذلك بتوصيات صائبة يؤدي الأخذ بها وتنفيذها إلى خطوات إيجابية للإصلاح والتطوير والتنمية والقضاء على السلبيات والمعوقات.. فإن الأمير (خالد الفيصل) أضاف سُنة حسنة بهذا اللقاء الشهري لشباب منطقته للاقتراب من أحلامهم وطموحاتهم بما في ذلك قراءة ومتابعة ما يسطرونه بصفحات (الإنترنت) المتجددة والمتعددة يوماً بعد آخر. إن هذا الأسلوب الحضاري الشجاع إيجابي بكل المستويات، وأتمنى على أمراء المناطق والوزراء ذوي العلاقة بالجماهير أن يسلكوه ويفتحوا الأبواب والكوى التي تربطهم بمن يتولون المسؤولية عن شجونه وشؤونه وإبرازها تحت الشمس لصيانتها عن التخرصات والأوهام بسراديب الظلام والتعمية ودعوة الجميع إلى كلمة سواء تؤكد الوحدة والترابط والتضامن وتضع حداً لدسائس الأعداء والمغرضين والمتآمرين على أمن وسلامة بلادنا الغالية. وصدق من قال (من الحوار ينبثق النور).