كرست مقاهي جدة ذات الطابع الثقافي عادة توقيع الإصدارات الجديدة فيها لتصبح سمة دارجة وعنوانا لهذه المقاهي التي تشهد توسعا في جدة وصل لأكثر من أربعة مقاه، فبعد الكاتبين يحيى باجنيد وثامر الميمان، ها هو رئيس بيت التشكيليين الأسبق صالح بوقري يوقع كتابه الجديد أشواق ملونة في مقهى روشان نهاية الأسبوع الماضي بحضور نخبة من الكتاب والمثقفين.
الكتاب الصادر في نسختين عربية وإنجليزية هو عبارة عن مقاطع ذات صبغة شعرية علق فيها الكاتب على لوحات تشكيلية للفنان السوداني عمر محمد طه صبير، وقدم للكتاب كل من الدكتور محمد الشوكاني حيث اعتبر الكتاب إضافة جديدة للساحة الثقافية، اجتمع فيها شاعر ورسام لإخراج عمل فريد وفق تعبير الشوكاني، أما سعيد السريحي فكتب: عرفت صالح بوقري شاعراً تلتقط ذائقته قصيدة مخبأة في ديوان لا يكاد يعرف أحد عنها شيئا حتى يبدو اكتشافه لها تعبيراً عن ذائقة رفيعة تحتفي بالنص الراقي وكأنما هي صاحبة ذلك النص.
وتجربة الكتابة بمصاحبة لوحات تشكيلية ليست جديدة ، فقد سبق أن تعالق أدونيس مع فاتح المدرس فيما عرف بالقصيدة التشكيلية وأصدرا كتاباً يحمل كتابات الأول ولوحات الثاني تحت عنوان فاتح وأدونيس.. حوار وخاض التجربة نفسها قاسم حداد مع ضياء العزاوي في إصدار تحت عنوان أخبار مجنون ليلى، وكذا فعلت الفنانة شادية عالم مع شقيقتها الروائية رجاء عالم في كتاب (جنيات لار) برفقة الفنان نجا مهداوي.
وتأتي تجربة بوقري في هذا الاتجاه الذي يتعاضد فيه الشعر مع اللوحة التشكيلية في 32 صفحة ملونة على ورق خاص يحمل لوحة الفنان والنص الشعري المصاحب لها.