فيينا: أ ف ب

 جرت أمس عملية تبادل جواسيس غير مسبوقة منذ الحرب الباردة في مطار فيينا؛ حيث سلمت الولايات المتحدة روسيا عشرة عملاء اعتقلوا على أراضيها في نهاية يونيو الماضي مقابل تسلمها أربعة روس حكم على ثلاثة منهم بالتجسس لحساب الغربيين.
وفي خطوة تشبه ما كان يحصل إبان الحرب الباردة تمت عملية التبادل على مدرج مطار فيينا.
والطائرة التي تقل الجواسيس الروس المطرودين من الولايات المتحدة ليلا حطت أمس في مطار دوموديدوفو في موسكو، كما أعلنت متحدثة باسم المطار.
وبحسب وسائل إعلام بريطانية، فإن الطائرة التي على متنها أربعة عملاء أفرجت عنهم موسكو حطت في قاعدة بريز نورتون التابعة لسلاح الجو الملكي في أوكسفوردشير (جنوب إنجلترا).
وامتنعت وزارة الخارجية البريطانية عن الإدلاء بأي تعليق. واكتفت بالقول إن الطائرات المدنية تستخدم قواعد عسكرية في إطار اتفاقيات مبرمة منذ فترة طويلة مع الوزارة.
من جهتها، قالت وزارة العدل الأمريكية إن الولايات المتحدة نقلت بنجاح عشرة عملاء روس إلى الاتحاد الروسي وأفرج الاتحاد الروسي عن أربعة أشخاص كانوا مسجونين في روسيا.
وبحسب عدد من الشهود في مطار فيينا، فقد تم نقل العملاء السريين من طائرة إلى طائرة أخرى بواسطة سيارة صغيرة لونها أسود وزجاجها داكن.
وفي إخراج متقن بدقة توقفت الطائرة الآتية من نيويورك في مكان يحول دون تمكن المصورين الصحفيين المتواجدين في المكان من رؤية حتى بابها.
وأول من أمس أقر العملاء العشرة بأنهم مذنبون أمام المحكمة الفيدرالية في نيويورك وأعلنت القاضية كيمبا وود طردهم الفوري من الولايات المتحدة. وأضافت: لقد وافقوا على أنهم لن يسعوا للعودة أبدا إلى الولايات المتحدة.
من جهته، وقع الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف مساء الخميس على العفو عن الروس الأربعة.
وبين هؤلاء الوجه الرمزي لهذه القضية آنا تشابمان التي فتنت صورها الحميمية والتفاصيل المتعلقة بحياتها الجنسية وسائل الإعلام.
وقد تم تحديد هوية الروس الأربعة المفرج عنهم على أنهم إيجور سوتياجين وهو خبير روسي في مجال السلاح الاستراتيجي الذي حكم عليه بالسجن 15 عاما بعد إدانته بالتجسس لحساب الولايات المتحدة، وسيرجي سكريبال وهو كولونيل سابق في الاستخبارات العسكرية محكوم بالسجن 13 عاما لأنه عمل مع أجهزة الاستخبارات البريطانية، وإلكسندر زابورويسكي المسؤول السابق في جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي، والذي حكم عليه بالسجن 18 عاما لنقله معلومات لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي أيه).
والرابع جينادي فاسيلنكو عميل سابق في الكي جي بي انتقل للعمل في الأمن الخاص. وحكم عليه رسميا في 2006 بالسجن ثلاثة أعوام لجرائم لا علاقة لها بعالم الاستخبارات.
وأعلن مسؤول أمريكي كبير ـ رفض الكشف عن هويته ـ أن الأشخاص الأربعة لم يكن أمامهم خيار آخر سوى التوقيع على اعترافات للإفراج عنهم.