جدة: الوطن

 لن يكون ملعب سوكر سيتي بعد غد مسرحا فقط للمواجهة النهائية المرتقبة بين هولندا وإسبانيا لمعرفة اسم البطل الجديد لكأس العالم والذي سينضم لقائمة عمرها 80 عاما ولم يتجاوز عدد فرسانها الرقم سبعة وهم الأوروجواي (مرتين) وإيطاليا (3 مرات) وألمانيا (3 مرات) والبرازيل (5 مرات) والأرجنتين (مرتين) وفرنسا (مرة واحدة)، بل سيكون أيضا مناسبة لحسم مصير جائزة الحذاء الذهبي واكتشاف المتوج بها في نهائيات جنوب أفريقيا 2010.
 وسيشتد الصراع لا محالة خلالها بين الهدافين ويسلي شنايدر هولندا ودافيد فيا إسبانيا، اللذين سجلا حتى الآن 5 أهداف، وهما يمنيان النفس بالتتويج مرتين في جنوب أفريقيا وهو إنجاز لم يتحقق في تاريخ أم البطولات سوى عن طريق الأرجنتيني ماريو كيمبيس والإيطالي باولو روسي، إذ نجحا في الفوز بالحذاء الذهبي للمسابقة، وتوجا في الوقت ذاته باللقب العالمي الغالي، وهو أمر حققه للمرة الأولى البرازيليان جارينتشا وفافا في تشيلي 1962، وتكرر مع الداهية رونالدو في نهائيات كوريا الجنوبية واليابان 2002 الذي يعتبر حتى يومنا هذا أفضل هداف في تاريخ المونديال بـ15 هدفاً.
وسيحاول رأس حربة المانشافت، ميروسلاف كلوزه في موقعة المركز الثالث ضد الأورجواي غدا، بلوغ رقم رونالدو الذي لا يفصله عنه سوى هدف واحد ويتيم، وإذا تعذر عليه ذلك، فيكفيه فخرا أنه دخل تاريخ المونديال من أوسع أبوابه، وحقق إنجازاً مماثلاً لإنجاز مواطنه الأسطورة جيرد مولر، علماً أنه فاز بالحذاء الذهبي في نهائيات ألمانيا 2006 ، وهو مؤهل غدا ليكون أول لاعب يفوز بلقب الحذاء الذهبي مرتين، في حال تسجيله لأكثر من هدف أمام الأورجواي بجانب أهدافه الأربعة السابقة في البطولة وصيام بقية منافسيه.
ولن يقتصر التنافس على هؤلاء الثلاثة فقط، حيث ما زالت حظوظ ثلاثة آخرين وافرة، إذ سيبذل كل من توماس مولر ألمانيا ودييجو فورلان الأورجواي، أصحاب الأربعة أهداف، وأيضا لويس سواريز الأورجواي صاحب الثلاثية، مجهوداً مضاعفاً من أجل دخول تاريخ أم البطولات وخط أسمائهم بمداد من ذهب إلى جانب أسماء من سبقوهم في الفوز بهذه الجائزة الغالية. وتبقى مهمة لفت أنظار العالم صعبة المنال بالنسبة للكثيرين، كما ذكر موقع FIFA أمس، إذ شهدت نهائيات كأس العالم تتويج هداف مختلف على مدار دوراتها الـ18 السابقة، ويبقى التقدم برازيلياً في هذا الصدد، بحصول مهاجميها على الجائزة الغالية في أربع مناسبات، وتليها منتخبات إيطاليا والأرجنتين وألمانيا والمجر (مرتين)، بينما عاد اللقب مرة واحدة لمهاجمين من فرنسا وبولندا والبرتغال وإنجلترا وروسيا وكرواتيا وبلغاريا وتشيكوسلوفاكيا.
وكانت جائزة الهداف في أول بطولة لكأس العالم للاعب أرجنتيني، إذ نجح جييرمو ستابيلي في إحراز 8 أهداف في مونديال 1930 رغم أنه لم يخض سوى أربع مباريات، وبعد أربع سنوات، كان اللقب من نصيب التشيكوسلوفاكي أولدريش نيجيدلي بخمسة أهداف، وتألق الهداف البرازيلي ليونيداس دا سيلفا في مونديال 1938، وأحرز الجائزة بسبعة أهداف،  وبقي لقب الهداف عام 1950 برازيليا بتتويج إيدمير مينيسيس بتسعة أهداف.
وحقق المهاجمان المجري ساندور كوكسيس والفرنسي جوست فونتين رقمين قياسيين في الدورتين التاليتين، حيث سجل الأول 11 هدفاً في مونديال 1954، قبل أن يحطم فونتين هذا الرقم بعدها بأربع سنوات محرزا 13 هدفاً، متجاوزا مجموع أهداف بيليه في أربع دورات مونديالية.
وعجز نجوم كرة القدم عن تحطيم هذين الرقمين التاريخيين في الدورات التالية، ولم يتمكن سوى لاعب وحيد من تجاوز سقف التسعة أهداف وهو الألماني جيرد مولر الذي أحرز الحذاء الذهبي في مونديال 1970 بعدما سجل 10 أهداف، في حين لم يتجاوز بعدها مجموع أهداف صاحب الجائزة في ست دورات متتالية سقف الستة، بدءاً من الأرجنتيني ماريو كيمبيس عام 1978، وصولاً إلى الكرواتي دافور سوكر (1998)، ومروراً بالإيطالي باولو روسي (1982) والإنجليزي لينيكر(1986) والإيطالي سكيلاتشي (1990) والبلغاري هريستو ستويشكوف والروسي أوليج سالينكو (1994).