كيف يمكن أن تبدأ – يقظة – الرقابة على كل شيء بعد هذا – السبات – العميق؟ إحساسي أننا نحتاج إلى مرحلة حرجة فيما بين النوم واليقظة. لم أسمع طوال حياتي، أبداً أبداً، أننا قفلنا بقالة لأنها خالفت الأسعار أو باعت سلعة منتهية الصلاحية. لم أسمع مطلقاً أننا وضعنا الشمع الأحمر على مطعم رغم بعض الإشاعات عن بيعها للحوم القطط وأفخاذ الحمير في بعض حالات مؤكدة. لم أسمع من قبل عن نظام جزائي لباعة حديد التسليح الذين يتعمدون إخفاء آلاف الأطنان مع كل أزمة أو إشاعة بارتفاع مرتقب لسعر الحديد. وكل ما سمعته، ومن أفواه بعض العمالة الأجنبية أن بعض – المراقبين – يكتفون من بعض المحلات ببضع مئات أو حتى ببضع من مئة في نهاية الشهر. ثم إنني لا أعلم لماذا الإخوة – الوافدون – هم من يستطيع الكلام ليكشف سوءات كل شيء في هذا المجتمع. استمعت منهم في بعض مقاطع حياتي لما يشيب له الرأس. أشياء من شاكلة ما يلي: شراء أوراق الفيزا الواحدة بخمسة عشر ألف ريال من شنطة تاجر التأشيرات السعودي نظير أتعابه وهو يراجع مكاتب الاستقدام والعمل. تأشيرتان في الشهر الواحد تدران على صاحبهما بالضبط راتب – صاحب معالي – وكل ما يفعله تاجر الفيزا ليس إلا – نقل الكفالة – حتى يضمن بياض سجله تمهيداً لتأشيرات جديدة. سمعت عن تهريب العمالة المتسللة بألفي ريال للرأس الواحد من الحدود إلى قلب المدن في عملية بالغة التفاصيل والدقة. مشوار في الأسبوع بخمسة عشر ألف ريال – يرش – بعضها على (بعض البعض) في منافع متبادلة يصعب جداً أن أخوض في تفاصيلها. سمعت عن تفاصيل استلام المشاريع وقصص توريد مشتريات كل القطاع العام ولا تسألوني عن دورة توقيع المستخلصات حيث رشة الحبر وأصباغ الأختام الرسمية تتحول إلى عذوبة – عطرية – لا يشبهها إلا أنشودة المطر. آه.. آه.. آه.. لو تعلمون من يستمطر هذه السحابة. كل حزني على الأبرياء السذج الذين يعيشون في مناطق ظل المطر.