بخروج الأوروجواي من دور الأربعة في بطولة كأس العالم لكرة القدم المقامة حالياً في جنوب أفريقيا، فقدت أمريكا الجنوبية آخر ممثليها في العرس العالمي وفشلت بالتالي للمرة الثانية على التوالي في حجز مقعدها في النهائي، فيما أصبحت أوروبا أمام فرصة التتويج باللقب للمرة الأولى خارج القارة العجوز. وتواجدت أمريكا الجنوبية في المباراة النهائية للمونديال من 1986 إلى 2002 من خلال البرازيل والأرجنتين، قبل أن تغيب عن النسختين الأخيرتين في ألمانيا 2006 وجنوب أفريقيا 2010. قبل انطلاق النسخة الحالية في جنوب أفريقيا كان المنتخبان البرازيلي والأرجنتيني أكبر المرشحين للتتويج باللقب وتكريس مبدأ تناوب القارتين على اللقب منذ نسخة 1966.
وأكدت البرازيل والأرجنتين الترشيحات التي صبت في صالحها من خلال عروضها في الدور الأول وحجزها بطاقة ثمن النهائي بسهولة قبل أن تضربان بقوة في ثمن النهائي من خلال فوز الأولى على تشيلي بثلاثة أهداف نظيفة، والثانية على المكسيك 3-1.
بيد أن ممثلي أمريكا الجنوبية تلقيا درسين في الواقعية الأوروبية في ربع النهائي، فخرجت البرازيل بخسارة أمام المنتخب البرتقالي 1-2، والأرجنتين بهزيمة مذلة أمام ألمانيا برباعية نظيفة.
وهي المرة الثامنة التي تغيب فيها منتخبات أمريكا الجنوبية عن المباراة النهائية للمونديال بعد أعوام 1934 و1938 و1954 و1966 و1974 و1982 و2006، فيما غابت عنها المنتخبات الأوروبية مرتين فقط عامي 1930 و1950.
يذكر أن المنتخبات الأمريكية الجنوبية والأوروبية تتقاسم ألقاب النسخ الـ18 للمونديال برصيد 9 ألقاب لكل منها، أمريكا الجنوبية (البرازيل 5 مرات) و(الأرجنتين مرتان) و(الأوروجواي مرتان)، أوروبا (إيطاليا 4 مرات) و(ألمانيا 3 مرات) و(إنجلترا مرة واحدة) و(فرنسا مرة واحدة). بلغت المنتخبات الأوروبية النهائي 23 مرة، والأميركية الجنوبية 13 مرة.
ويشكل الفشل لكبار منتخبات أمريكا الجنوبية مصدر قلق خصوصاً وأن القارة مدعوة إلى إستضافة النسخة العشرين بعد 4 أعوام وتحديداً في البرازيل التي ينتظر أن يقوم اتحادها المحلي ومدربها الجديد خليفة كارلوس دونجا بعمل كبير من أجل تجديد دماء المنتخب، بعدما تقدمت ركائزه الأساسية في السن مثل ريكاردو كاكا وروبينيو ولويس فابيانو وأدريانو ورونالدينيو خصوصاً وأن أي نتيجة غير إحراز اللقب ستكون بمثابة الفشل الذريع على غرار خروجه من ربع نهائي النسختين الأخيرتين وهو حامل الرقم القياسي في عدد الألقاب (5 مرات).
وقلل مدرب تأوروجواي أوسكار تاباريز الممثل الوحيد للقارة الأمريكية الجنوبية في دور الأربعة والتي لم يكن أحداً يتوقع وصولها إلى المربع الذهبي بالنظر إلى معاناتها في التصفيات، كونها آخر المتأهلين إلى المونديال عبر ملحق أمريكا الجنوبية - الكونكاكاف، من جسامة الفشل قائلاً إنها مسألة ظروف، أنا لا أعتقد أن هذا الفشل مأساوي بالنسبة إلى المنتخبات الأخرى في أمريكا الجنوبية.