خبراء أمريكيون: تعهدات إسرائيلية غير معلنة بمد تجميد الاستيطان أملا في تخفيف الشروط الفلسطينية
كشف خبراء أمريكيون أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي التقى أمس في الأمم المتحدة الأمين العام بان كي مون اتفقا على الضغط على الفلسطينيين للتخلي عن بعض شروطهم لبدء المفاوضات المباشرة، في وقت كرر فيه أوباما التزام بلاده بأمن إسرائيل تجاه محيطها رافضا الضغط عليها في ما يتعلق بسلاحها النووي بحجة وجودها الجغرافي والتهديدات التي تواجهها. وقال: إن لإسرائيل متطلبات أمنية استثنائية.
فقد أكد الخبير في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى ديفيد ماكوفسكي أن أوباما ونتنياهو اللذين التقيا لمدة 80 دقيقة في المكتب البيضاوي أول من أمس اتفقا على مد تجميد إسرائيل للبناء الاستيطاني في الضفة الغربية دون الإعلان عن ذلك وإن الهدف وضع المزيد من الضغوط على الفلسطينيين لإبداء مرونة في شروطهم لبدء المفاوضات المباشرة، وكان الرئيس محمود عباس قد أعلن أن المفاوضات المباشرة لن تبدأ قبل أن يوقف الإسرائيليون الاستيطان وقبل الحصول على موافقة رسمية منهم باستئناف التفاوض من حيث توقف عام 2008 أي من عند قضايا الوضع النهائي التي بحثها رئيس الوزراء السابق إيهود أولمرت والرئيس عباس آنذاك.
إلا أن إسقاط النقطة الثانية أي نقطة البدء من حيث توقفت المفاوضات بين عباس وأولمرت وتركيز أوباما على ربط بدء المفاوضات المباشرة بموعد انتهاء تجميد الاستيطان في سبتمبر ترك انطباعا بأن صياغة الأمر على هذا النحو وضعت الجانب الفلسطيني تحت ضغوط إضافية لحصر بدء المفاوضات المباشرة بتجميد الاستيطان فقط وليس بتجميد الاستيطان وأجندة الوضع النهائي التي ينبغي أن تؤطر تلك المفاوضات طبقا لما يريده الفلسطينيون.
وفيما ظلت النتائج الحقيقية للاجتماع مجهولة خارج نطاق أوباما ونتنياهو اللذين لم يسمحا لمساعديهما بالمشاركة في لقائهما الثنائي في البيت الأبيض فإن خبراء الشرق الأوسط في واشنطن عبروا عن اتفاقهم على نقطة أساسية واحدة هي أن الأشهر القليلة المقبلة ستكون أشهرا حاسمة على درب عملية السلام بالنظر إلى عدد من الأمور التي تحيط بها. إلى ذلك تعهد نتنياهو بالقيام بخطوات ملموسة لتمكين الجانبين من بدء المفاوضات المباشرة بما يعني التلميح بالموافقة على تأطير المفاوضات في قضايا الوضع النهائي، وما قيل في واشنطن عن موافقة الجانب الإسرائيلي على مد مهلة تجميد الاستيطان، وما أعلنته الدول العربية عن استعدادها للتوجه إلى مجلس الأمن لطلب التدخل الدولي في سبتمبر المقبل.
على جانب آخر تلقى نتنياهو من أوباما دعما في ما يتعلق بالسلاح النووي الإسرائيلي، حيث حذر الرئيس الأمريكي من أن محاولة اتهام إسرائيل بسبب برنامجها النووي الذي لم تعترف بوجوده يوما يمكن أن يعرقل تنظيم مؤتمر دولي حول شرق أوسط خال من السلاح النووي مقرر في 2012. وقالت الرئاسة الأمريكية في البيان إن الرئيس حرص على الإشارة إلى أن المؤتمر يمكن أن يعقد فقط في حال كانت كل الدول واثقة من المشاركة فيه. وأكد أوباما حسب البيان أن أي محاولة لاستهداف إسرائيل ستجعل آفاق عقد مثل هذا المؤتمر بعيدة الاحتمال. وبعد محادثاته مع نتنياهو قال أوباما للصحفيين: نحن مقتنعون تماما أنه نظرا إلى حجمها وتاريخها والمنطقة التي توجد فيها والتهديدات التي تواجهها، فإن لإسرائيل متطلبات أمنية استثنائية.
وفي إبراز لمزيد من النبرة الودية لاجتماعهما دعا نتنياهو أوباما إلى القيام بأول زيارة له كرئيس لأمريكا إلى إسرائيل. ورد أوباما قائلا: أنا جاهز.. في أي وقت.