يعرضون منتجاتهم في المتنزهات ويحققون أرباحا جيدة
يستغل عدد من الشباب داخل منطقة عسير وخارجها موسم الصيف في بيع بعض المحاصيل الزراعية التي تنتجها مزارعهم الخاصة كالخضروات والفواكه الموسمية, إلى جانب إعداد بعض المأكولات المنزلية كالفطير الذي تشتهر به منطقة عسير، والشاي الممزوج بعبق النعناع أو الحبق وأشكال مختلفة من الأطعمة, وذلك كمشروع اقتصادي سياحي.
ويتواجد هؤلاء الباعة المتجولون الذين لا تتجاوز أعمارهم العشرين عاماً في متنزهات السودة والحبلة وتمنية، التي تعد أكثر المتنزهات ارتيادا من قبل الزوار والمصطافين بالإضافة لعدد من المتنزهات الأخرى كمتنزه الأمير سلطان والفرعاء ودلغان.
وقال الشاب محمد القحطاني 12 عاماً: أبدأ عملي يوميا قبل صلاة العصر بتهيئة المكان، ويساعدني أخي في بيع الشاي وبعض الفطائر التي تعدها والدتي في المنزل, ومع غروب الشمس نعود أدراجنا ونجني 300 ريال يوميا على الأقل كحصيلة البيع.
ويضيف الشاب موسى عسيري 16عامًا بأنه يبيع البرشومي المعروف بالتين الشوكي منذ أكثر من 3 سنوات، حيث يقوم بتقشيره وتجهيزه في عدد من العلب الصغيرة، ويعرضه في بعض المتنزهات أو المناطق السياحية، ويجد في ذلك ربحًا وفيرًا، أمّا الشاب محمد الحكمي فيقول: أتيت من جازان لبيع العنب والكوسة والمشمش والمانجو والرمان والتين، التي يفضّلها زوّار ومصطافو منطقة عسير كونها لا تزرع هذه المحاصيل إلا في المناطق الحارة، مشيراً إلى أنه يحضر في كل عام إلى هذه الأماكن السياحية لعرض بضاعته، بسعر متوسط، وأحيانًا بأسعار مرتفعة.
من جانبه أكد مدير عام الزراعة بمنطقة عسير وعضو الهيئة السياحية مبارك المطلقة في تصريح صحفي، أن أهالي بعض المناطق ومع بداية كل عام, يستعدون لعرض الجديد من محاصيلهم الزراعية التي يعود الإقبال الشديد عليها إلى ثقة المصطاف أو المشتري بطريقة الري المتبعة التي تختلف عن طريقة ري بعض المحاصيل الزراعية المعروضة داخل محلات بيع المواد الغذائية أو سوق الخضار والقائمة بالدرجة الأولى على جهود العمالة الأجنبية.
وأضاف أن منطقة عسير تحرص دوماً على وجود مثل هذه الظاهرة السياحية كعامل جذب قوي يقبل عليه السائح والمصطاف، بالإضافة لإبراز المنطقة ضمن إطار يجسد موقعها الجغرافي وطبيعتها المناخية التي تجلت من خلال محاصيلها الزراعية ومواقعها الخلابة مقارنة بمناطق أخرى.
وأوضح أن هذه الأنشطة الاقتصادية والسياحية التي يمارسها الشاب خلال الصيف تصنف ضمن قمة اهتمامات الجهات الزراعية والسياحية وذلك من خلال تطويرها والإكثار منها, والسبب يعود إلى أن عددا كبيرا من الشباب يستفيد منها ماديا وعمليا مما يساهم في استثمارهم لأراضيهم استثمارا صحيحا يؤمن لهم وللمنطقة مصادر غذائية سليمة وعملا مجزيا ماديا. وشدد المطلقة على أهمية تشجيع الشباب وترغيبهم في مثل هذه المهن التي تعود عليهم بمردود مالي وتثري مداركهم, وبذلك نكون قلصنا نسبة البطالة خلال موسم الصيف, بالإضافة لتحقيق أحد أهم أهداف التوعية المهنية لدى شبابنا من خلال تعريفهم بما تنعم به منطقتهم ومدى ضرورة استثمار طاقاتهم المهدرة بشكل يخدم إمكاناتهم، خاصة وأن مثل هذه الوظائف والأعمال لا تحتاج إلى رأس مال كبير أو إلى مهارات متميزة أو تدريبات متقدمة.
وأضاف أن هناك جهودا قائمة تهدف إلى تقليص حجم التعقيدات الإدارية من حيث استخراج التصاريح, حتى لا تشكل عقبة في وجه الشاب الراغب في العمل أو المستثمر.