على وقع التجاذبات والأخذ والرد الذي شهدته مباراة الهلال والنصر .
على وقع التجاذبات والأخذ والرد الذي شهدته مباراة الهلال والنصر في نصف نهائي كأس ولي العهد، يأتي كلاسيكو الكرة السعودية الذي سيجمع الهلال بالاتحاد اليوم، ليدفعنا إلى تمني أن نرى مباراة تحمل متعة كرة القدم، يكون التنافس فيها داخل الميدان، وتنبع إثارتها من المستوى الفني الذي يقدمه طرفاها، وليس من تصريحات لا طائل منها سوى مزيد من الندبات في وجه كرتنا التي طالها ما طالها من المتاعب، والتي أجبرت مراراً على سداد فاتورة التعصب والتشنجات بمرارة وحرقة.
في كثير من الأحيان انتقلت المباريات الكبيرة في مسابقاتنا المحلية لتعلن عن إثارتها عبر منابر الإعلام، وليس على العشب الأخضر، وبدا أن تصدير هذه الإثارة خارج الميدان تعبير عن حالة من الفراغ وغياب العمل الاحترافي، ومحاولة للتنصل من المسؤوليات عبر تسليط الأضواء على مشاكل بعيدة لاتمت بصلة لواقع أدائي لأطراف هذه المباريات، ولذلك ضاع الحديث عن المستوى الفني للهلال والنصر في نصف نهائي الكأس بين ضجيج تصريح رادوي ضد عبدالغني، ومشاكل هذا الأخير مع خالد عزيز، وخلافات الرئيسين الإعلامية.
وحتى لانعود لسيناريو مؤلم جديد، فإننا نعول في مباراة الليلة على نجوم قادرين على إهداء المتعة للمتابع، وعلى رغبة أكيدة من الطرفين بالارتقاء بالحدث إلى حيث يستحق.
وإذا ما ركز الفريقان في اللعب فقط، فإننا نتوقع أن نشهد إحدى أجمل المباريات خصوصاً مع توفر كل المعطيات، فمقابل كفة أرجح للهلال وسط الميدان حتى مع غياب محور الارتكاز الروماني ميريل رادوي، تبدو شهية الهجوم الاتحادي خطيرة للغاية بوجود الجزائري عبدالملك زياية وأحد الوطنيين نايف هزازي ومحمد الراشد أو كليهما.
وعلى الرغم من أن حسابات الفوز والخسارة ستكون هي الحاضرة أولاً وآخراً في المواجهة، خصوصاً أن حصاد نقاطها الكاملة ربما يكرس أو يغير وجه معادلة الدوري إلى حد ما، إلا أن إخلاص الفريقين لأسلوبهما الفني يوحي بأننا سنتابع مباراة مفتوحة، ستنطبع بسلاح السرعة والمباغتة، وستأتي على شاكلة كل مواجهات الفريقين كبيرة مثيرة حماسية.