سيقف دفاع منتخب الباراجواي حاجزا بين المنتخب الإسباني وبلوغ الدور نصف النهائي للمرة الأولى منذ 1950 عندما يتواجهان اليوم على ملعب إيليس بارك في جوهانسبرج في ربع نهائي المونديال.
ويدخل لا فوريا روخا المواجهة وهو مرشح فوق العادة للحصول من خصمه الذي يخوض دور ربع النهائي للمرة الأولى في تاريخه على بطاقة التأهل إلى الدور نصف النهائي بعد الأداء الهجومي الرائع الذي قدمه طيلة مشواره في النسخة الـ19 حتى عندما سقط في بداية حملته أمام سويسرا (صفر/1).
ومن المرجح أن يواجه رجال المدرب فيسنتي دل بوسكي مقاومة دفاعية أخرى، كما كانت حاله في المباريات الأربع السابقة، من منتخب اعتمد أسلوبا دفاعيا بقيادة مدربه الأرجنتيني خيراردو مارتينو الذي وعد بالتخلي عن اللعب المقفل لأنه يواجه منتخبا يخلف مساحات بسبب أسلوبه الهجومي البحت بقيادة ثنائي الوسط أندريس أنييستا وتشافي هرنانديز والمهاجمين دافيد فيا وفرناندو توريس الباحث عن افتتاح رصيده التسجيلي في هذه المباراة وإلا سيجد نفسه على مقاعد الاحتياط لمصلحة فرناندو لورنتي الذي قدم أداء لافتا في الدقائق الأخيرة من مباراة الدور الثاني أمام البرتغال (1/ صفر).
توازن ميداني
ومن المؤكد أن التألق الإسباني ليس محصورا في الأداء الهجومي الشامل وحسب، بل في المستوى الذي يقدمه خط دفاعه أيضا بقيادة كارليس بويول وجيرار بيكيه والظهيران المميزان سيرجيو راموس وخوان كابديفيلا اللذان يقدمان مستوى مميزا جدا إن كان دفاعيا أو بالمساهمة الهجومية عبر التوغل على الجناحين، ويضاف إليهما أداء لاعبي الوسط المحورين تشابي الونسو وسيرجيو بوسكيتس اللذين يشكلان السد الدفاعي الأول الذي يفتك الكرات من الخصوم ويطلق الهجمات المرتدة.
وسيكون تعويل دل بوسكي على الماكينة التهديفية المتمثلة في فيا الذي سجل أربعة من أصل الأهداف الخمسة التي سجلها أبطال أوروبا حتى الآن، رافعا رصيده إلى سبعة في النهائيات و42 مع المنتخب ليصبح على بعد هدفين من معادلة الرقم القياسي المسجل باسم راوول جونزاليز.
وأكد لا فوريا روخا أنه تخلص من صفة المنتخب المرشح الذي يخيب آمال مناصريه في النهاية، وأنه أصبح قادرا على الذهاب حتى النهاية كما فعل قبل عامين عندما توج بكأس أوروبا للمرة الأولى منذ 1964، وهو يأمل أن يجدد فوزه على نظيره الباراجواياني بعد أن تغلب عليه 3 ـ 1 في الدور الأول من مونديال 2002، علما بأنهما تواجها في مناسبة أخرى في النهائيات، وكانت في الدور الأول أيضا عام 1998 وتعادلا صفر ـ صفر، وفي مباراة ودية بعد ثلاثة أشهر من نهائيات 2002 وتعادلا أيضا 2 ـ 2.
وجهات متباينة
وعن مواجهة اليوم قال دل بوسكي: نعرف أن لديهم لاعبين رائعين في الدفاع، وكذلك في الهجوم، لكن سنكون قريبين من الانتصار. وتابع: لن نستخف بالباراجواي وسنتحضر لهم باحترام كامل. يملكون مدافعين جيدين ومهاجمين جيدين أيضا. علينا أن نكون مركزين جدا للفوز بهذه المباراة. نعلم كم من الصعب أن تكون منتصرا، لا يمكننا أن نعتبر الأمور تحصيل حاصل. علينا أن نظهر احتراما كبيرا لخصمنا.
إنجاز وطموح
أما مدرب الباراجواي مارتينو، فقال: إنها المرة الأولى التي تبلغ فيها بلاده الدور ربع النهائي، وهذا إنجاز تاريخي.
وفي معرض رده على سؤال بخصوص ما إذا كانت الدموع التي ذرفها في نهاية المباراة أمام اليابان دليل على سعادته وأن هذا اليوم هو الأفضل في مسيرته كمدرب، قال مارتينو: بالنسبة لي بلوغ ربع النهائي والتواجد بين أفضل 8 منتخبات في العالم إحساس قوي.
ولم تتلق الباراجواي سوى هدف واحد حتى الآن أمام إيطاليا حاملة اللقب (1/1)، لكنها لم تسجل أيضا سوى ثلاثة أهداف وهو ما يقلق مدربها مارتينو الذي قال: لا يجب أن نقسى على مهاجمينا، إذا كانوا لا يسجلون، فربما السبب يعود إلى أن الكرات لا تصل إليهم بالسرعة الكافية.