لم يكن مصدقاً أن تصل مجموع الرسائل النصية (المسيئة) عبر الـ sms لجوال مستشار الرئيس العام لرعاية الشباب رئيس لجنة الاحتراف الدكتور صالح بن ناصر، إلى 30 رسالة، إلا بعد تأكيدات ابن ناصر ذلك في برنامج (الدليل القاطع) على خلفية حسم احتجاج نادي نجران ضد التعاون بشأن مشاركة لاعب الأخير بدر الخميس في مواجهة الفريقين الدورية، ومنح نجران نقاط المباراة واعتباره فائزاً بثلاثة أهداف.
ليس من المقبول توجيه إساءات مباشرة لرجل أفنى عمره في خدمة الدولة وفي مجال الإعلام والرياضة، وليس من المنطق التشكيك في أحد رجالات صناع الاحتراف السعودي الذي أصبح نموذجاً يتحذى به.
بعض العاملون في الأندية وفي الإعلام بصفة عامة والصحافة على وجه الخصوص، تعودوا على تلقي مثل هذه الرسائل باستمرار، لكن أن تطال هذه الرسائل (المدسوسة) مسؤولاً في الدولة رهن نفسه لخدمة دينه ومليكه ووطنه بكل نزاهة وإخلاص، فالأمر حينها يستحق بأن يوصف بأنه تجاوز لكل الخطوط.
الإساءات جاءت بسبب تفسير ابن ناصر الصريح للائحة ساهمت كأخواتها من اللوائح الاحترافية في إحداث نوع من الاحتقان في الوسط الرياضي، دفع بالبعض إلى محاولة تجييرها لخدمة أنديتهم بما تلائم ميولهم وأهوائهم، بعد أن حاولوا طمس حقائق تلك اللوائح المجردة من الانتماءات والألوان وجغرافية المكان وتاريخية الزمان.
وسطنا يعاني من نوعية توظيف وسائل التقنية لأهداف غير مشروعة وبحيل لا تعجز الدولة عن متابعتها وإيقاع أشد العقوبات على مرتكبيها؛ متى ما قدمت الدعوى الرسمية لجهات ذات الاختصاص.
المجتمع الرياضي دوماً متسامح ولا يبحث (عن وجع الرأس)، لكنه بالطبع لا يحتمل امتداد الإساءات وإلقاء التهم جزافاً في بيانات تكتب وتنقل بشكل مخزٍ، وتحاك بأندية بعيدة عن المهاترات وعن الإشكاليات القانونية باعتبارها قضايا(داخلية)، وببيانات وإسقاطات تمارس تعبر عن أزمة نفسية وغياب الشخصية الاعتبارية لتلك الأندية المطالبة بلملمة أوراقها وتحول أخطائها إلى نقطة انطلاقة نحو الانجاز، لا بتطويع الأنظمة الاحترافية ومحاولة إذابتها في تظليل الرأي العام وتضليله.
حين توجه الاتهامات والرسائل(المخزية) و(المؤذية) لأطراف بعيدة عن تحقيق المصالح الداخلية للأندية وتبحث(دوماً) عن تعزيز العدالة الرياضية، فإن ذلك يدعونا لدعوة المسؤولين ورؤساء أعضاء اللجان العاملة بالاتحادات الرياضية وعلى رأسها اتحاد القدم وكل المجتمع الرياضي، للتكاتف من أجل قطع دابر الغوغاء.