الحبيب: في النهاية سينجح التجديد إذا كان لحاجة يتطلبها المجتمع
انطلق أحد المشاركين في برنامج تلفزيوني عرض على إحدى الشاشات العربية منذ أشهر في التعنيف على الضيف الآخر متهما إياه بمحاولة تغريب المجتمع ونشر مفاهيم الليبرالية فيه، فرد عليه الثاني وهل تعرف أنت ماذا تعني ليبرالية؟ وما هي مبادئها الحقيقية؟، بالطبع هذا أحد نماذج الصراع الفكري الذي يجتاح مجتمعنا العربي والسعودي على وجه الخصوص خلال السنوات الأخيرة، فهل مفهوم الليبرالية مبهم بالنسبة للشارع العربي لهذا الحد ؟ وهل مفاهيم مثل حريات التعبير سبب انجذاب المثقفين لمفاهيم الليبرالية ؟
مفهوم مطاط
يقول الأكاديمي والكاتب السعودي الدكتور عبدالرحمن الحبيب: يمكن القول إن غموض مفهوم الليبرالية لدى البعض عائد إلى عدم قدرة الليبراليين على توضيح المفهوم، إضافة إلى مطاطية مفهوم الليبرالية العامة، الذي يضم تيارات من اليمين واليسار تتفق على مبادئ عامة هي الحرية والمساواة والمشاركة في القرار وتختلف فيما عدا ذلك، ناهيك أن كل مبدأ من هذه المبادئ يشمله عدم اتفاق في التحديد. ويضيف: حرية التعبير هي الجزء الأهم من المبدأ الأول لليبرالية (الحرية)، وانحياز القطاع الأكبر من المثقفين لليبرالية ليس سببه ذلك فقط، بل إن ارتباط المثقف (أي مثقف) بالثقافة كحالة تعبير، يستتبعها إعمال العقل الذي بدوره يستلزم أجواء حرة للتفكير، عدا عن ذلك فهو يتحول من مثقف حر إلى أيديولوجي رهينة شعارات أو تقليدي تابع لفقهاء يفكرون بدلاً عنه، وهذا ما لا يريده أغلب المثقفين، لذا ينطلقون إلى فضاء الحرية الرحب، وهو كما ذكرت المبدأ الأول لليبرالية، فيظهرون بمظهر الليبراليين وقد لا يكونون كذلك، بل قد يكونون خصوماً لليبرالية إنما يتفقون معها في حرية التعبير.
لكن الكاتب في القضايا الإسلامية الدكتور سليمان الضحيان يرى الأمر من زاوية أخرى، حيث يعتقد أن (إبهام مصطلح الليبرالية عائد لأمرين؛ أحدهما أن المصطلح ذاته مثير للإبهام في بيئته التي نشأ فيها، وهي البيئة الغربية، ولهذا يقول دونالد سترومبرج: والحق أن كلمة الليبرالية مصطلح عريض وغامض، شأنه في ذلك شأن مصطلح الرومانسية، ولا يزال إلى اليوم على حالة من الغموض والإبهام.
ويضيف الضحيان: يذهب بعض المحللين إلى أن (الليبرالية) أيديولوجية قابلة للتأويل ولها مئة وجه؛ كلها تطرح نفسها على أنها الحل، والأمر الثاني: أنه مصطلح غريب على البيئة العربية والإسلامية حيث نشأ في سياق التحولات الفكرية للحضارة الغربية، والمصطلحات التي تنشأ في بيئة معرفية ثم تنقل إلى بيئة معرفية أخرى تظل مبهمة وغامضة؛ لأنها تحوي قدرا من الحمولات الغريبة على البيئة الجديدة، ولهذا فثمة مصطلحات غربية جلبت وأدمجت في الثقافة العربية وبقيت تحمل قدرا من الغموض والإبهام كمصطلحات (التنوير، والعلمانية، والليبرالية)، و يضاف إلى هذين الأمرين أن المجتمع العربي اليوم يعيش حالة استقطاب حاد بين التيارات الإسلامية، والتيارات الليبرالية مما ساهم في محاولات قولبة كل تيار للآخر في قالب هجائي؛ وهذا ما أثر في وعي الجمهور بحقيقة تلك التيارات وأفكارها.
ولا يتفق الضحيان مع الحبيب في علاقة المثقف بالليبرالية وحرية التعبير فيؤكد أن الخيار الفكري للمثقف مسؤولية فردية، دفعه إليها – في الغالب- قناعاته، وإيمانه بذلك الفكر؛ ومن هنا فمن الصعوبة أن نحكم على كثير من المثقفين أن قناعاتهم الليبرالية هي توجه براغماتي نفعي نتج عن انسداد آفاق حرية التعبير. لكن في اعتقادي أن ثلة من المثقفين في مجتمعنا يطرحون أنفسهم على أنهم ليبراليون - مع عدم إدراكهم لمفهوم الليبرالية – اتباعا للموضة؛ فالموضة الثقافية هذه الأيام هي الليبرالية ونقد التطرف الإسلامي.
أما الروائية الدكتورة بدرية البشر فلا ترى أهمية لأن يفهم الناس تعريف الليبرالية النظري، المهم أن يفهموا تطبيقاتها المتعلقة بالتسامح والمساواة وحقوق الإنسان واحترام الحريات الفردية في المعتقد والتعبير والحقوق المدنية والسياسية ...إلخ. وهذه المفاهيم ليست غامضة عمليا فهي في صلب وجوهر مضموننا الإسلامي والأخلاقي والمدني، لكننا بحاجة لتنظيمات قضائية وقانونية تقنن احترام هذه الحقوق، وثقافة تربوية تشيع هذه المفاهيم من خلال مناهج التربية والتعليم والإعلام، لكن ما حدث هو أن التيار المتشدد اختطف قاموسنا اللغوي وأصبح يروج عداء ضد كل مفردة لا تنطبق وفق قاموسه، فهو لا يقبل بمؤسسات حماية المستهلك وجمعيات حقوق الإنسان على سبيل المثال كمؤسسات دولة حديثة تقوم وتفعل شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وعمل الحسبة، لأنه يريد أن يخلق له عالما لغويا ومؤسساتيا يعبر عن نمط عيش متخلف عن العصر ومتطلباته. وتضيف أما انحياز المثقف للحرية فلأنها مطلب إنساني تحميه الشرائع السماوية والمؤسسات المدنية وليست الليبرالية هي فقط التي تحترم و تؤكد على أهمية التعبير وحرية الفرد .
الليبرالية والكفر
يساوي البعض بين الليبرالية والكفر... فيصبح الليبرالي كافرا لديهم.. وكأن الليبرالية دين وليست نظام حياة، ما الذي قادنا إلى هذه الحالة حتى أصبح معنى الليبرالي لدى الناس أنه شخص بلا دين؟
وهنا يؤكد الدكتور عبدالرحمن الحبيب على أن التهم المجانية وغير المسوغة هي مسألة قديمة يواجه بها الفكر القديم أي فكر جديد حتى لو كان هذا الجديد من داخل ذات الفئة القديمة.. إنها جدلية الصراع بينهما وصيرورته.. وفي النهاية سينجح التجديد إذا كان لحاجة يتطلبها المجتمع. الفكر الجديد يستمد قوته من الحاجة للتغيير بينما الفكر القديم يستند على مفاهيم اعتاد الناس عليها وألفوها، ويستقوي بالعادة والتقليد ليوجه كل أنواع التهم لأي طرح جديد.
وينظر الدكتورالضحيان للأمر من زاوية مختلفة الليبرالية في مفهومها العام تقوم على مبادئ (الفردية، والحرية، والعقلانية)؛ هذه المبادئ العامة ينتج عنها منظومة من المفاهيم. بعض هذه المفاهيم تتعارض في بعض تطبيقاتها مع الإسلام كـ( حرية الاعتقاد، وحرية التعبير من دون ضوابط، وحرية تصرف الفرد بعيدا عن أية قيود دينية )، وإذا استحضرنا هذه الحقيقة، ندرك النظرة السائدة لليبرالية في مجتمعنا. يضاف إلى ذلك أن غالب الطرح الليبرالي المحلي موجه لنقد الخطاب الإسلامي، والحالة الإسلامية بأسلوب مستفز؛ مما ولد حالة ربط في الذهنية التقليدية بين (الليبرالية) والعداء للإسلام، ولم ينجح الليبراليون السعوديون في إنتاج خطاب إصلاحي معتدل متصالح مع قيم المجتمع في تناول قضايانا المحلية.
أما الدكتورة بدرية البشر فلا ترى علاقة بين الدين والليبرالية وتوضح الليبرالية ليست دينا وليست عقيدة جديدة ضد الأديان الأخرى، بل هي منهج عملي يتبنى مجموعة من التدابير والقوانين التي تحقق الحرية والمساواة بين الناس. ونحن في الإسلام ليس لدينا كهنوت ولا رجال دين، بل الدين للناس كلهم وليس بينهم وبين الله وسيط، فما الذي يزعج هؤلاء ؟ وتضيف: الإسلام لن يكون ضد الليبرالية إلا إذا كان كف عن كونه دين للتسامح والمساواة. وهذان في الحقيقة مفهومان ضمن جوهر الإسلام نفسه.
المشروع الفكري
لا شك أن هدف أي توجه فكري هو الخروج بمشروع نهضوي ينطلق من وجهة نظر القائمين عليه، والتساؤل الذي يطرح دائما في سجال الليبراليين وخصومهم: هل الليبراليون يملكون مشروعا جادا وحقيقيا للنهضة؟ وفي إجابته على هذا التساؤل يؤكد الدكتور الحبيب أنه في مجتمعاتنا العربية، لا الليبراليون ولا غيرهم من القوميين أو الإسلاميين أو اليساريين، يملكون مشروعا جاداً ناضجا. المشاريع الناضجة تتطلب بيئة تساعد على النضج لتنمو بها المشاريع الفكرية، وهذا ما لا يتوفر في بيئتنا العربية. الموجود حالياً هو إبداعات ليبرالية فردية تظهر بين فينة وأخرى. وهنا يأمل الحبيب أن يفضي تراكم الجهود الفردية مع ازدهار مؤسسات المجتمع المدني ومع تماسك البناء الاقتصادي إلى الظروف التي توفر بيئة النمو نحو نضج المشاريع.
الدكتور الضحيان بدوره يرى أننا قبل أن نجيب على هذا التساؤل يجب أن نجيب على سؤال آخر، وهو: هل لدينا ليبراليون يمثلون الليبرالية حق التمثيل ؟ ويجيب في اعتقادي أن من يقال عنهم ليبراليون في السعودية هم مجموعة مثقفين، كل منهم لديه إيمان ببعض قيم وأطروحات الليبرالية؛ فبعضهم يدعو لليبرالية الاجتماعية، وآخر ينادي باليبرالية السياسية، وبعض آخر يدعو لليبرالية ثقافية، وقلما يوجد لدينا ليبرالي يتمثل الليبرالية بكل قيمها؛ وإن وجد من يمثل الليبرالية في كل قيمها فهم لا يشكلون بمجموعهم تيارا له أهداف، ويملك مشروعا ناجزا للنهضة والإصلاح.
أما الدكتورة البشر فتختصر الأمر في أنحاجات الشعوب تتشابه والتنظيمات القانونية المتطورة يمكن أن تستنسخ، ونحن نستورد كل شيء، فلماذا لا نستنسخ أيضا القوانين المدنية والتي يمكن توطينها لحفظ وخدمة مصالح الناس، و هي في جوهرها لا تتناقض مع قيم الإسلام، لكننا نحتاج أن نتخلى عن أمراضنا العنصرية والشوفانية.
بين الليبراليين والإسلاميين
الواقع يقول إن هناك عدم قبول نسبي على المستوى الشعبي لرموز الليبرالية، والتساؤل هنا: لم لا يصنع الليبراليون رموزا تلقى القبول؟ وفي رؤية شمولية يراهن الدكتور الحبيب على أنه لو كانت مؤسسات المجتمع المدني مزدهرة لدينا فإنها ستكون اختباراً حقيقيا لمدى القبول الشعبي لليبراليين وكافة أطياف المجتمع الأخرى، إنما الحراك الاجتماعي لدينا يستمد نشاطه من التغيرات الاقتصادية والحراك الثقافي. ويضيف التواجد الأكبر لليبراليين هو في الوسط الثقافي، لذا فإن القبول أو عدمه ليس من الهواجس المؤرقة في الوسط الثقافي، بل في أوساط أخرى كالسياسية أو التجارية...إلخ، مثلا في الأجواء الانتخابية يهم المرشح أولاً إرضاء الناخبين، وفي الأجواء الإعلامية يهم الإعلامي أولاً جذب المعلن، لكن في أجواء الثقافة والفكر يهم المثقف أن يقول رأيه في المقام الأول سواء كان مقبولاً أو غير مقبول، وبعد ذلك قد يعتني بطرق التعبير الاجتماعية والعلاقات العامة كالمجاملة واللباقة والدبلوماسية...إلخ.
ويلتقط الدكتور الضحيان السؤال من زاوية مختلفة حيث يرى أن تحول الشخص لرمز لدى الشعوب يحتاج لاستعداد شخصي، ومناخ شعبي موافق، أما من حيث المناخ الشعبي فهو أن تكون الظروف التي يمر بها الشعب تحتاج إلى قيادة رمزية تنتشله من الإحباط. أما من ناحية الاستعداد الشخصي فيرتكز على ثلاثة أمور ؛ الأمر الأول: أن يكون الرمز معبرا عن قيم الشعب نفسه، حاملا لإرثه، وثقافته، منزرعا في تربته، ملتحما بقضاياه، معايشا لهمومه، ليس متعاليا عنه، أو غريبا عن ثقافته. الأمر الثاني: أن يكون صادقا مع محيطه، فيضحي من أجل مبادئه، ويعاني من أجلها، ويداوم على المطالبة والتضحية من أجل حاجات الشعب. الأمر الثالث: أن يكون ذا مؤهلات تؤهله للزعامة، والرمزية من حيث الثقافة والمعرفة، و غيرها من شروط الزعامة والرمزية. ومن هذه المقدمة نستنتج أن الرمز لا يـُصنع بل هو من يصنع نفسه، بمواقفه، وتضحيته، وصدقه، وحقيقة تمثله بقيم ما يدعو إليه، ومن هنا نسأل: هل لدى الليبراليين في مجتمعنا من يتصف بهذه الصفات ؟ وهل ظروف مجتمعنا تؤهل الليبراليين ليكونوا رموزا ؟
الدكتورة البشر تجيب على تساؤل الدكتور الضحيان بأن الليبرالية ضد صناعة الرموز، بل هي مع المساواة بين المواطنين وتقسيم فرص العمل بحسب الكفاءة والمؤهلات وليست المرجعيات التقليدية، لكن هناك الكثير من المنظرين داخل العالم العربي وهناك ظهور نسبي من المنظرين لليبرالية في السعودية بعضهم هم من أصحاب الخطاب الإسلامي.
سباق الخطابين
الخطاب الديني يصل وينتشر بسرعة، ويقابل ذلك عدم قدرة الخطاب الليبرالي على الوصول إلى الناس، ألا يعني أن هذا الخطاب يمر بأزمة؟
عبدالرحمن الحبيب يرى أن الخطاب الليبراليكان يمر بأزمة حادة جدا أكثر حدة من الآن، أما حالياً فهو يمر بأزمة عادية، والخطاب يتراوح بين الانتعاش والخيبة، وكذلك الخطاب الديني التقليدي يمر بأزمة هو الآخر وبصراع داخلي. أما عدم قدرة الخطاب الليبرالي على الوصول إلى الناس فكما ذكرت من قبل عن أنها أزمة كل جديد لمجتمع سكوني محافظ أكثر ما يخيفه هو التجديد، يقابله أن أغلب نشاط الليبراليين هو في الوسط الثقافي وبعدهم عن الحيز الاجتماعي، وأكرر بسبب ضعف مؤسسات المجتمع المدني.
أما الضحيان فيؤكد أن الخطاب الليبرالي لدينايعاني أزمة عميقة ؛ إذ لم ينجح في طرح خطاب معتدل مستوعب لقيم المجتمع وثقافته، وملامس لحاجاته التنموية. يضيف الغالب على الطرح الليبرالي لدينا هو أمران؛ الأمر الأول: مهاجمة الإسلاميين، والخطاب الإسلامي بخطاب متطرف في نقده، و مبالغ في تصوير أخطاء الإسلاميين، ومستعدٍ للسلطة عليهم. والأمر الثاني: التركيز على الانفتاح في قضايا المرأة خاصة؛ وهي قضايا حساسة في المخيال الشعبي معجونة بالعادات والتقاليد، ولم يستطع الخطاب الليبرالي أن يستثمر القيم الليبرالية المضيئة التي تحظى بشعبية كقيم العدل، والمساواة، وحقوق الإنسان، وتقييد السلطات، والديموقراطية، ولهذا فالخطاب الليبرالي لدينا – في نظري- خير مثال لتشويه الليبرالية، وقد قدم خدمة كبيرة لخصوم الليبرالية، وهو يعاني من الاغتراب والعزلة، والسطحية، ويعاني من أزمة عميقة على مستوى القيم، والرموز. لكن الدكتورة بدرية البشر تعتقد أنه من الطبيعي أن يكون الخطاب الديني أو الذي يتزيا بمسوح الدين، وحتى لو خرج بتطرفه وغلوه عن المسار الإسلامي، مقبولا. وتبرر ذلك لسببين هما لأن الوعي الشعبي هو وعي مسلم وهذا الخطاب هو الخطاب الثقافي، ثانيا لأن هذا الخطاب أيضا هو الخطاب الوحيد الذي تتبناه السلطات. وتضيف الليبرالية مفهوم يحتاج لوقت حتى يصبح منهج حياة وتفكير.
غياب التنظيم
والسؤال الأهم في هذه القضية: لماذا لم ينجح المشروع الليبرالي العربي؟ ويرجع الدكتور سليمان الضحيان الأمر إلى أن نجاح المشروعات الثقافية في مجتمع ما خاضع لشروط كثيرة، منها ظروف المجتمع نفسه، وظروف الواقع الإقليمي، والواقع العالمي. والمشروع الليبرالي لم ينجح لعدم توفر هذه الشروط له، فمن حيث الواقع المحلي العربي تعد المشروعات الليبرالية نبتة غريبة على قيم المجتمعات العربية، و إذا استثنينا الليبرالية السياسية إذ تحظى بشعبية فنجد أن بقية المشروعات الليبرالية لا تحظي بأي شعبية تذكر؛ وذلك لأنها تتنكر لقيم المجتمع، وتعبر عن واقع ثقافي مغاير للواقع العربي. ومن حيث الواقع العالمي فالليبرالية تعبر عن ثقافة الآخر الغربي الذي يعيش حالة عداء مع عالمنا العربي، ويعتقد الجمهور الأكبر في العالم العربي أن الآخر الغربي يسعى لفرض قيمه الثقافة الليبرالية علينا، ولهذا تحظى الممانعة لتلك القيم بشعبية جارفة ؛ لأنها تعبر عن الصمود العربي في وجه القوى الاستعمارية.
لكن الدكتور الحبيب يؤكد أن كافة المشاريع العربية لم تنجح.. والأسباب تحتاج مطولات، وأظن أنها لم تظهر بعد.. إنما أشير باختصار مفرط إلى غياب ثلاثة مظاهر أساسية لتقدم الأمم وهي: التنظيم، الاحتراف (المهنية)، الحرية.