أبداً لا يجيد الحوار، أقصد الفضاء الإعلامي العربي، إنه يضع أكثر من ميكروفون ولسان واحد.
أبداً لا يجيد الحوار، أقصد الفضاء الإعلامي العربي، إنه يضع أكثر من ميكروفون ولسان واحد.
أظنها جيدة: فكرة الأخذ والرد، لكنها ليست جيدة، فكرة الكلام بلا إنصات، هو حوار يقف على ساق واحدة ويمشي.
قبل سنوات، ظهرت فكرة الرأي والرأي الآخر في الشاشة العربية، غير أن المضحك أن الكثيرين مسكوا الموّال بدون أغنيةّ.
جيد جداً، مبدأ الحوار في إعلام اعتاد على المواد المدبلجة والبرامج النائمة، غير أن الحوار له شروطه الفكرية والمهنية، والحوار في أبسط أشكاله كفكرة، لا يعني الفوضى والصراخ، ولا يعني الإطالة وقطع الكلام على من يتكلم.
الحوار الذي نشاهده ونسمعه في ثلاثة أرباع القنوات الفضائية العربية بالذات، هو حوار مبتور دائماً، ومحشور دائماً في زاوية ضيقة اسمها: رأيي هو الرأي وهو الرأي الآخر.
هذا التناول السطحي لفكرة الرأي والرأي الآخر، ليس وليد قنوات التحاور الفضائية العربية التي جاءت من سنوات، بل هو نتاج فكر مُحبط اعتاد على سماع كلمة واحدة ورأي واحد، وهي مشاكل قديمة ومزمنة في الفكر العربي، لكن ماكنّا نظنه بجدّ، أن تتعصرن هذه التلفزيونات التي جاءت في وقت يتطور فيه كل شيء، حتى الفكر.
المضحك، أن أغلب الفضائيات أخذت موّال (الرأي والرأي الآخر) هذا بشكله المقلوب وغير الصحيح، وبدأت تمطّ في ذلك الموّال حتى بات موالاً مزعج الشكل والفحوى، وبمتابعة أكثر تلك الفضائيات العربية المسكينة الساكنة، نكتشف أنه ليس هناك رأي أصلاً، حتى يكون هناك رأي آخر.
تابعوا كل الحوارات، في الفكر والسياسة والشأن الاجتماعي، وغيرها من الحوارات التي تكون بين شخصين عربيين، ستجدون أن الحكاية، حكاية تعيد موضة استوديوهات التحليل الرياضي، أقصد : فترة تحولت فيها الفضائيات لأشواط ، بينما العقل الإعلامي العربي يتدحرج مثل كرة.