استخدمت التطريز بالخيوط الفضية وكتبت شعر منقوشاً على الأثواب
أكدت مصممة الأزياء السعودية أمينة الجاسم أن مشاركتها في تصميم أزياء مهرجان الجنادرية الماضي فخر للمرأة السعودية وتجسيد لقدراتها على الإنجاز مشيرة إلى أنها تضع حضارة العرب نصب عينيها، وترفض تراجع التراث العربي العريق في الأزياء.
عن تجربتها في المشاركة في تصميم أزياء الجنادرية قالت أفتخر كوني أول مصممة تشارك في تصميم أزياء المشاركين في تقديم أوبريت الجنادرية، وقد تم اختياري من قبل الشركة التي سبق وشاركت معها في عرض كبير أقيم بدبي قبل عام، مشيرة إلى أنها بذلت الجهد الكبير كي تستطيع الظهور بالشكل الذي يرضي ذاتها وفنها.
وأضافت فكرت طويلا كيف يمكنني العمل، والخروج بتصاميم مميزة، وعندما سمعت كلمات الشاعر ساري مؤلف أوبريت (وحدة وطن) شدتني، وألهمتني تصاميم أثواب الأشخاص المشاركين في مهرجان الجنادرية، فكانت كلمات الشاعر هي من أطلقت إلهامي .
وأشارت الجاسم إلى أن كلمات القصيدة حركت مشاعر المستمعين، كونها كلمات كبيرة تجسد حب الوطن والولاء للمليك، وما تضمنته من أهمية مشاركة المرأة للرجل، فوجدت فيها حلاوة شجعتني علي تخيل الملابس، ومزجت كلماتها بمخيلتي لأقدم تصاميم تشكل روعة وحدة الوطن، وجعلتها تتحد في الألوان حسب مشاعر السامعين.
وأوضحت المصممة أنها استوحت تصميم الملابس من مشاهد التحام مناطق المملكة الخمس الوسطي والغربية والجنوبية والشرقية والشمالية، وحرصت على الرمز لكل منطقة بلبسها الذي اشتهرت به. لتشكل منظومة وحدة وطن، وضمتها كلها في نموذج واحد، وأدخلت علم المملكة الذي يدل على التوحيد وموحد الدولة.
واعتبرت الجاسم أن كونها أول مصممة تشارك في تصميم أزياء مهرجان الجنادرية يعد فخرا كبيرا للمرأة السعودية، خاصة في ظل دعم خادم الحرمين الشريفين لجهودها على كافة الأصعدة.
وعن الطريقة التي اتبعتها في تصميم أزياء مهرجان الجنادرية قالت استخدمت 6000 متر قماش، وركزت على الألوان الأساسية للرجل، واخترت الرمادي والأزرق بدرجاته والبني والبترولي والأبيض والأسود، فكانت ألواني هادئة ومعبرة، واستخدمت التطريز بالخيوط الفضية بتطعيم الدقلة التي يلبسها الرجل، وكتبت أبيات الشعر منقوشة، ورمزت في التصاميم لكلمات عربية كنوع من القوة، وركزت على اختيار المصانف والأزارير والمروج لتظهر 2000 قطعة فنية لاقت إعجاب الحضور في فترة شهرين مشيرة إلى أنها حرصت على ألا يقال إن هناك تأنيثا في التصاميم التي قامت بعملها. وذكرت أمينة أنها مزجت بين البساطة والفخامة، وراعت أن تعكس الملابس صورة طبيعية لكل سكان المملكة، ليشعر المشاهد أن الرجل الذي يمشي بالشارع هو ذاته الموجود على مسرح المهرجان، فظهرت التصاميم نموذجا آخر لما يرتديه أبناء الوطن من مختلف مناطق المملكة.
وقالت إنها وظفت أكثر من 70 مشاركا في التجهيز، واشتغلت بسرعة فائقة على مقاسات تقريبية للمشاركين، منها المتوسط والكبير والصغير، وحرصت على تطويل الأكمام، وعدم ثني الأثواب إلا بعد أخذ مقاسات الشباب المشارك.
وعن أصعب موقف مر بها خلال العمل قالت الجاسم لم أشعر بغربة بين أبناء بلدي، لكني كنت أنظر لنفسي وأجدها امرأة وسط الرجال، ولا أنكر أنني وجدت الدعم الكبير والاحترام من أبناء بلادي وسط خجل عائم بداخلي، شجعني على تجاوزه ما حفني به رجال وطني، فمحبتهم للبس تصاميمي دفعتني وشجعتني للظهور بصورة أعتقد أنها لاقت إستحسان الجميع.
وتؤكد أمينة أنها تحرص على دمج الخطوط العربية مع الغربية في الملابس الكاجوال، كما تحرص على حضور الزي العربي بصورة جميلة، لا تندثر معها صفاته الأساسية الأصيلة، وترى أن الفتيات الصغيرات في وقتنا هذا يهوين لبس ذلك، مشيرة إلى أنها تحرص دائما على التجديد مع الحفاظ على الهوية، وتعتبر أن البلوزة والبنطلون أصبحا مطلبا رئيسا للفتيات.
وتشير الجاسم إلى أهمية دمج الحضارة العربية بلمسه حديثة وباهرة ومطورة بلمسة عربية مبدعة، لتتماشي مع متغيرات العصر الحديث ، مضيفة أن هذا يتناسب مع التصاميم الحديثة للشابات الناعمات والحالمات بالمدنية مع الحفاظ على الروح العربية. الجاسم أكدت أن تاريخ المرأة السعودية سيسجل لها ما صنعته لنفسها من أهداف مستقبلية جعلتها لا تقل أهمية عن شقيقتها في دول العالم أجمع.