فوزية فواز (الخرج)

يتصل بك (لقد فزتِ معنا بجائزة عبارة عن طقم سفرة مُكوّن من 47 قطعة فاخرة مُقدمة من شركة ، وسوف نقومُ بزيارة وتنظيف مجاني للسجاد لديكم ......) انتهت المكالمة ثم يتم تحديد الموعد بإلحاح عجيب غريب وعلى كيف الزبون الذي ربح الهدية يتصل كل يوم وأحياناً في اليوم مرتين من أجل أن يُحدّد معك موعداً للزيارة ثم يأتي وتُفاجأ أن التنظيف يكون لجزء بسيط قطعة لا تتعدى السنتميترات في السجاد وجزء صغير من الستارة. طبعاً العرض مُغر والسعر خُرافي وهي برأيي تستحق الاقتناء ولكنها لا تستحق سعرها، ثم بعد ساعة من الإقناع بالشراء يُصر على أن تقتنيها بأي شكل حتى لو الدفع المقدم للحجز ،بمبلغ بسيط ولكن لا يحق لك المطالبة بالمبلغ بعد ذلك حتى لو لم تقتن هذه البضاعة الخُرافية! ثم بعد ذلك يُلملم أغراضه ويأتي بالهدية وهي عبارة عن (قدر معدن لا يتعدى قطره 10 سم بغطاء زجاجي وله عروة صغيرة) سألته : أين طقم السفرة المكون من 47 قطعة فاخرة؟ أجابني : لا علم لديّ هذه الهدية نٌقدمها لكل زبون نزوره في بيته قلت: ولكن الشخص الذي هاتفني قال لي بالحرف الواحد: لقد ربحتِ معنا هدية طقم سفرة ..... إلخ قال لي: لحظة سوف أتصل بالمسؤول ويتم الحوار على مسمع مني وأسمعه يُردد نعم نعم طقم فاخر 47 قطعة ويُنهي الاتصال ثم يعتذر بشدة ويعدني أن يُحضر الطقم الليلة ولا سيما أن شقته حسب وصفه قريبة جداً من منزلنا ولا يستغرق معه المشوار أكثر من خمس دقائق وفرحت بالطقم وقلت لوالدتي عن الهدية ،ومرت الليلة ولم يأت في اليوم التالي قلت لعله نسي أو انشغل واتصلت عليه عاد يعتذر بأسلوب كله احترام وتقدير وقال مرةً أخرى الليلة،ولم يأتِ أعطيته مهلة أسبوعاً كاملاً ثم اتصلت أطلب هديتي وقال إنه كان مريضاً ،ووعدني الليلة ،وحتى الآن مضى أكثر من شهر ونصف على الموعد . أرسلت بريداً إلكترونياً لموقع الشركة بما حدث ولكن يبدو أن البريد موضوع للأبهة والمنظرة فقط ,ليقال إن الشركة لديها بريداً وتهتم بشكاوى واقتراحات زبائنها! وذهبت الهدية أدراج الرياح ..  من يحمينا من هذا الخداع والتلاعب بحقوقنا ،جعلني أطلب هديتي وكأنه لا حق لي بطلبها،ثم لماذا لا يكون هناك مصداقية ؟ أعترف أننا شعب عاطفي لا نُحب أن نجرح المندوب أو أن نرده حتى على حسابنا ولكن هذا اسمه ابتزاز واستنزاف لمشاعرنا .. ولكن ما دعاني أكتب هنا أن هذه المواقف كثيرة قد تحصل في بضاعة مضروبة ونصمت على مضض ،وتحدث في المستشفيات ونبتلع العافية ونسكت ونرى العجب العجاب من تصرفات بعض المسؤولين ونلملم أوراقنا ونخرج دون أن ننبس ببنت شفة,وتفكيرنا مُنصب على (حرام ما ودي أقطع عيشة).