تغريد آل سلمان* الطائف

في ديننا الحنيف رفع القلم عن ثلاث : النائم حتى يستيقظ والصغير حتى يكبر والمجنون حتى يعقل ويفيق . بمعنى أن هذه الفئات الثلاث غير محاسبة على أفعالها دينيا أو اجتماعيا، ولكن في ثقافتنا حلت فئة رابعة لم تعد محاسبة على تصرفاتها ، إنها فئة محظوظة تنال ما تشاء وتفعل ما يحلو لها دوما كل ذلك رغم عدم وجود مبرر وجيه سوى أنه يُطلق على أصحابها ذكور ! تتمركز هذه الفئة في أوساط الجزيرة العربية وتتلقى الدعم من أفراد المجتمع المحيط بها , الذكور منهم و الإناث على حد سواء , وذلك لأن الذكورة بالنسبة إليهم شافعة لكل تصرفاتهم ، فهم يرددون دوماً تلك القاعدة الشهيرة التي يعتزون بوراثتها كابرا عن كابر الرجال ما يعيبه شيء الرجل لا يعيبه شيء... مقولة نسمعها منذ زمن، وقد تجاوزت ذلك وأصبحت قناعة في ثقافة شريحة كبيرة في المجتمع ، وهذه القناعة تنعكس على الجنس الآخر التي ترى هذه الثقافة أن العيب يتربص بهن في كل حركة وسكنة.
فهذه القاعدة عكست بصورة صريحة – ومخجلة- نظرة ذاك المجتمع إلى الرجل والمرأة , وفتحت للرجل باب الانحلال والتخبط على مصراعيه بحجة ما يعيبه شيء فهاهو يعيث في الأرض فسادا , يسافر أنى يشاء من باب اطلب الفساد ولو في الصين , وينكح ما طاب له من النساء مسيارا أو مسفارا أو مطيارا , دون وجود أي ضوابط من قبل المجتمع ! لا عجب إذن في اختلاف الفتاوى في مجتمعنا عن بقية المجتمعات الإسلامية سواء المعاصرة منها أو السابقة .. وخاصة فيما يتعلق بالعنصرية ضد المرأة فالرجل السعودي العالم أو الجاهل , المتدين أو غير المتدين , تربى ونشأ على قاعدة الرجل ما يعيبه شيء .