أبها: تغريد العلكمي

زوجات يعتبرنه حقا لهن وأخريات يؤكدن أن الأم أولى به

في الوقت الذي يقع فيه بعض الأزواج في حيرة الاختيار بين من هو الأحق بركوب المقعد الأمامي في السيارة بين الأم والزوجة، يرى آخرون أنه لا مجال أصلا للاختيار، إذ من الطبيعي أن تكون الأم هي الأولى به احتراما وتقديرا لها، فيما ترى بعض الزوجات أن هذا المقعد حق لها، وليس للاحترام علاقة بتقدم الزوجة على أم زوجها للركوب فيه.
يقول الشاب عيسى عسيري: أنا متزوج، وحين أخرج مع والدتي وزوجتي سويا، فبلاشك أن المقعد الأمامي من حق والدتي، وذلك من باب الاحترام والتقدير لها، أما الزوجة فحين لا تكون الأم موجودة فمن حقها أن لا يركب أحد سواها في المقعد، مبينا أن زوجته ترفض بتاتا أن تكون في المقعد الأمامي وأمه في الخلف حتى وإن أصرت الأم على ذلك.
فيما تقول أريام الشهراني: إن المقعد الأمامي بالقرب من الزوج حق لها هي، ومن باب الذوق أن تقوم بعرض الجلوس فيه على الأم فقط، ولكنها رغم ذلك تقول: إنها لن تفعل ذلك، لأنها تعلم أن المقعد من حق الزوجة، مشيرة إلى أن والدتها حين تكون معها ترفض الركوب في المقعد الأمامي خجلا من زوج ابنتها، وبالمقابل فمن المفترض أن تعامل أم الزوج كالأم تماما. وأشارت نوال عسيري وهي أم لشابين متزوجين إلى أن المقعد الأمامي كالمقعد الخلفي، ولا فرق بينهما إلا عند من لا يدرك أن الهدف منهما واحد، وهو وصول المكان المحدد في الوقت نفسه، مشيررة إلى أن من الاحترام أن تركب الوالدة في المقعد الأمامي والزوجة في الخلف، أو أن تقترح الأم على الزوجة أن تكون هي في الأمام، أما أن تبادر الزوجة بالركوب دون اعتذار أو إذن فهذا يعتبر مخالفا للذوق والرقي في التعامل مع امرأة بمقام والدتها.
وأضافت: في العموم هنالك من يحل بديلا عن الزوجة مستقبلا في الركوب، وهو الابن الأكبر الذي ما إن يصل لسن معينة حتى تضحي الزوجة تخجل من أن تركب هي في الأمام وهو في الخلف.
وتضيف عبير الغامدي: من المحزن أن نرى زوجة الابن تركب في المقعد الأمامي، وتركب الأم في المقعد الخلفي للسيارة، إذ يناقض ذلك الذوق والاحترام وحتى تعاليم الدين الإسلامي. وتضيف: أكثر من مرة شاهدت مشهدا مشابها، وفيه تبادر الزوجة بالركوب بالقرب من الزوج تاركة الأم في المقعد الخلفي، وهنا يقع اللوم على الابن الذي من المفترض أن لا يسمح بحدوث ذلك. ومن جانبه بين الأخصائي الاجتماعي خلف الشمري أن مسألة الركوب في المقعد الأمامي للسيارة كغيرها من الأولويات التي تتنافس فيها زوجة الابن ووالدته، فيما من الطبيعي أن الدين الإسلامي والعادات الإيجابية والذوق والرقي تحض على الاهتمام بالوالدة والزوجة معا، وعدم الإجحاف في حق إحداهما، فللأم حق وللزوجة حق، ومن المفترض أن لا يطغى حق إحداهن على الأخرى، والجلوس في المقعد الأمامي حق للأم إذا ما تواجدت بمعية الزوجة في مشوار واحد أولا لأنها الأكبر سنا ولأنها الأولى بالركوب بجانب ابنها الذي تعبت وحملته وولدته وربته.
وأشار في المقابل إلى أن المقعد يكون من حق الزوجة في حال عدم تواجد الأم في ذات المشوار، وعلى الزوجات أن يبادرن بالركوب في الخلف من باب الذوق واحترام أمهات أزواجهن دون حتى أن تعرض عليها ذلك بسؤالها لأن هذا من المسلمات التي يجب أن تراعيها الزوجات.