التغيير الذي حدث في هرم المؤسسة الرياضية، بشكل طارىء.
التغيير الذي حدث في هرم المؤسسة الرياضية، بشكل طارىء، بعد المشاركة الأسوأ للمنتخب الوطني في البطولة القارية الأخيرة ليس كافياً لأن نقول إننا نتجه بقوة للإصلاح الرياضي الكروي تحديداً، لأن خطوات يجب أن تتخذ سريعاً في المشهد الإداري داخل الاتحاد السعودي، وهذه الخطوات مرتبطة بضرورة التغيير داخل اللجان وتغيير العقليات والآليات معاً بعد مراجعة فاحصة لكل اللجان ولوائحها وقوانينها ومعايير عملها، فقد ولى زمن أهل الثقة من زمان ويجب ألا نتأخر في استقطاب الكفاءات القادرة على التفكير والإضافة ومعالجة الترهل والتكلس الذي أودى بكرتنا إلى هذا التراجع المؤسف في العقد الذي انصرم للتو، فضلاً عن الفوضى التي شاعت ولا تزال حتى يومنا هذا، وطالت كامل تفاصيل اللوحة من أعلاها إلى أسفلها فملأتها بالتشوهات، وحتى القاع لم يسلم في الأيام الماضية من هذا الانفلات الذي يسيء للمنافسة الشريفة ولأخلاق الرياضة.
الأمير نواف بن فيصل شاب طموح وقد كوَّن خبرة جيدة وعايش فترات الأمجاد والزمن الجميل من خلال والده المغفور له بإذن الله الأمير الراحل فيصل بن فهد، كما شهد حقبة الانكسارات والخيبات والمرارات، لذا بإمكان سموه رسم الخطوط العريضة للعودة التي يحلم بها كل السعوديين، وهو يستطيع ذلك مدعوماً بإخلاصه ورزانته وعقلانيته، فضلاً عن انفتاحه على التجارب الرياضية الكروية والشبابية والأولمبية العالمية أثناء جولاته العديدة في أوروبا وأميركا والاستفادة من كل الاتفاقيات التي تم توقيعها مع عدد من اتحادات ولجان الدول المتقدمة رياضياً.
وأول خطوة يمكن ننتظرها من الأمير الجديد أن يفصل اتحاد كرة القدم عن الرئاسة العامة لرعاية الشباب وأن يمضي في عدم ترشحه لرئاسة الاتحاد، كما صرح من قبل أنه لم يفكر حتى الآن في الترشح لرئاسة الاتحاد في الفترة المقبلة! وأعتقد أنه قرار صائب في ظل تعدد مسؤولياته الإقليمية والعربية واختياره لأكثر من منصب رياضي كي يتفرغ لرسم الاستراتيجيات والخطوط العريضة للاستفادة من الكوادر الشابة، ويجب الاستفادة من طاقاتهم وأفكارهم الجديدة.
ننتظر انتخابات مختلفة هذه المرة يقدم فيها المرشحون برامجهم المحددة زمنياً وآلياتهم لتطوير اللعبة وإخراج الكرة والرياضة السعودية عموماً من أزمة العقد الأخير على أن يتحملوا المسؤولية كاملة ويحاسبوا على أي إخلال بالبرنامج المعد.
• • •
يضحكني معظم التعاطي الإعلامي في تناوله للمنافسات القارية لفرقنا أو منتخباتنا، إذ يثبت أنه لم يتطور وأنه جزء من انتكاستنا الكروية!! فبعد أول مباراة يلعبها الاتحاد في دوري أبطال آسيا مع بيروزي الإيراني في جدة ويتغلب فيها بفارق هدفين، خرجت التغطيات والمقالات والمتابعات تحتفي بالفوز بشكل مبالغ فيه وكأن الفريق نال اللقب أو وصل للنهائي.. فقد قالوا إن الاتحاد عاد خمس سنوات وإنه انتصر لهيبة الكرة السعودية، يا إلهي .. من نزال واحد وضد فريق ليس من الوزن الثقيل وفي أول مباراة في المجموعة أُعيدت أمجادنا، قبل أيام وهم يلوكون الاتحاد بكل قبيح وأنه أصبح هرماً، فكيف نتقدم أو نعالج إخفاقاتنا ونحن بهذا المنطق البعيد عن كل منطق.
أما الهلال فلا تصدقوا كالديرون حين يعد بالتعويض، نحن نعيش تراجعاً كبيراً على مستوى المنتخب والأندية لكننا لا نريد أن نصدق ذلك معتمدين على الماضي، ثم إن الهلال بهذا الجيل، لن يمضي بعيداً في البطولة الآسيوية، فكوابيس الغياب الطويل أثقلت كاهل لاعبيه وكبلتهم في أغلال اليأس.