الأزهر التزم الصمت ومثقفون يتضامنون مع عصفور
تفاقمت الأزمة المكتومة بين المثقفين المصريين وجبهة علماء الأزهر – التى تم حلها فى العام 1998 – بعدما لجأ المثقفون بقيادة الناقد الدكتور جابر عصفور إلى القضاء بعد هجوم الجبهة عليهم وعلى مسؤولي وزارة الثقافة في أعقاب إعادة هيئة قصور الثقافة المصرية قبل نحو شهرين طباعة ألف ليلة وليلة والتى رأت فيها الجبهة التى يتزعمها أستاذ الحديث الدكتور يحيى إسماعيل حبلوش تجاوزا للقيم.
جاء تفاقم الأزمة فى الوقت الذي التزم فيه الأزهر الصمت على الرغم من التحول الكبير في موقفها من الهجوم الحاد على الراحل الدكتور محمد سيد طنطاوى إلى التأييد المطلق والمباركة الدائمة للشيخ الحالي الدكتور أحمد الطيب .
واعتبرت الجبهة هجمة المثقفين عليها بمثابة هجوم للقبح الشنيع على الأمة من وزارة الثقافة والقائمين عليها . وهاجمت الجبهة جابر عصفور الذي انتقدها فى مقاله الأسبوعى بالأهرام وقالت: إن وزارة الثقافة أرسلت بسفيهها ليكتب في صحيفة الأهرام داعيا إلى نشر الخنا معلنا تقديسه لجريمة سفاح المحارم مطالبا بنشرها ثم أباحت له نفسه التطاول على علماء الملة وتحقير الغيارى على الفضيلة من كبار المحامين وذوي الأقدار العالية في أسلوب أرفع ما يوصف به صاحبه أنه سفيه من زمرة الصبيان الذين قال فيهم الحق جل جلاله (ألا إنهم هم السفهاء ولكن لا يشعرون).
وهاجمت الجبهة وزير الثقافة المصري فاروق حسنى وهددته (إن لم تمنع مخانيث ألف ليلة وليلة بوزارتك - الذين كانوا ولا يزالون أحد أسباب خراب مصر منذ يونيه 67 وحتى يونيه 2010 – إن لم تمنع هؤلاء المخانيث و تكفهم عن الاسترسال في نزواتهم على منابرنا ليكونن منا لك والله حديث وحديث،وتابعت :يا أيها الوزير : لو أن غيرك هو الذي اصطنع السفهاء لتسليطهم على الفضيلة وأهلها ، والجبهة وأعلامها، والقانون وسدنته؛ لقلنا له ما قاله الناصحون لمثلك أصحاب المناصب في أزماتهم إنك إذا اصطنعت سفيها يسافه عنك فاحذره لليوم الذي لا يكون سفيها إلا عليك لكن ما حيلتنا مع من لا لحم له سمين ليقضم ولا مجد عنده شريف ليُهدم ؟ ألا فليعلم وزير ألف ليلة وليلة وصبيانه أن جبهة علماء الأزهر أعلى من أن تطال بسوءات وعذرات المخنثين ، وهي كذلك بحمد الله ورضوانه أعز وأغلى من أن تكون تحت سلطان بوَّالٍ أو بوَّالةٍ على عقبيهما من إخوانكم الذين يمدون لكم في الغي وأزلامكم (ثم لا يقصرون).
وفى المقابل شن عدد من المثقفين المصريين المتضامنين مع عصفور وعلى رأسهم جمال الغيطانى هجوما حادا على الجبهة معلنين تضامنهم مع عصفور فى بلاغه المقدم للنائب العام ضد حبلوش المسؤول عن الجبهة وموقعها الإليكترونى الذى نشر بيانا تعليقا على مقالة عصفور بجريدة الأهرام .
وقال الكاتب صلاح عيسى إن البيان الذى نشرته الجبهة كان مسيئاً لعصفور وانطوى على العديد من الكلمات التى تمثل سبا وقذفا فى حقه، مؤكدا على أن المقال الذى نشره عصفور بجريدة الأهرام كان موضوعيا للغاية ولا يستحق كل تلك الإهانة والإساءة إليه، وأشار عيسى إلى أنه حذّر الصحفيين من نشر بيانات تلك الجبهة لأنها جماعة منحلة ولا يوجد لها أي وجود في الواقع، وكل ما في الأمر أن هناك شخصا أو عدة أشخاص يقومون بإطلاق تلك البيانات على موقعهم الإليكتروني على أنهم من بين علماء الأزهر الشريف.
وقال الروائى إبراهيم عبد المجيد إن جبهة علماء الأزهر هي جهة وهمية فمنذ أن صدر قرار رسمي بحلها بعد أن قامت بتكفير الدكتور حسن حنفى، لم يعتد بآرائها ولا بالبيانات التي تطلقها على موقعها الإليكترونى بين الحين والآخر.
وطالب عبد المجيد الجبهة بالالتفات لأمور الدين أفضل لها من التدخل فى شؤون وقضايا المثقفين.
أما عصفور، فأكد أن القضاء العادل هو الذى سيحقق في هذا البيان المسيء.
يذكر أن الجبهة تأسست سنة 1946 وأصبحت جمعية مشهورة باسم جبهة علماء الأزهر سنة1967, إلى أن صدر قرار بحل الجمعية وإغلاق مقرها في يونيو1998 وحاولت الجمعية التظلم, ولكن الأمر انتهي بصدور حكم المحكمة الإدارية العليا النهائي بحلها سنة 1999.