أبها: سامية البريدي

طفل يتمنى أن يكون طبيبا وصغيرات يحلمن أن يكن ممرضات

تحفل حفلات تخرج براعم رياض الأطفال بالعديد من المظاهر، كما تتميز بسمات خاصة للتلاميذ من ناحية ومن أولياء أمورهم من ناحية أخرى لكونه حفل التخرج الأول في حياة الطفل.
نظمت رياض أطفال الرواد بأبها حفل تخرج لتلاميذ الدفعة الأولى وتضمن أركانا مستقبلية تفتح أمامهم مساحات جديدة من الأفكار، وبدأ أحد أطفال الروضة بالحديث في ركنه المفضل بألفاظه البريئة، تقول ليمار حسينلن أصبح طبيبة، بل سأكون ضابطة في الشرطة، اقتربت معلمتها أشواق لتوضح أمنية صغيرتها، وقالت إن أغلب الأطفال يتمنون أن يكونوا في المستقبل أطباء أو معلمين، لكن ليمار تتمنى أن تكون ضابطة، وأسألها لم؟ تجيبكي أحمي وطني من المجرمين!! على مقربة من مجموعة من خريجي الروضة كانت هناك مجموعة ورود ملونة بابتسامات الفرح، تصاحبها أغان كأنها زقزقة عصافير الصباح، الطفل مشعل وسعد عسيري كانا يرتديان زي الأطباء الجميل، وإلى جانبهما الزهرتان ريم ويارا بزي الممرضات، وعندما سألنا الأولاد : لماذا هذا الزي؟، قالت إحداهمانحن نداوي الأطفال والشيوخ لأنهم بحاجة للرعاية، والممرضة هي الأخت الكبيرة الحنونة التي لا تتوقف عن الحنان ورعاية الآخرين، وعندما نتخرج من الجامعة سنصبح ممرضات.
أما الأولاد فكانوا متفقين ومصرين على أن يكونوا أطباء المستقبل، لكن الطفل الطبيب خالد اعترض بصوت عال، وقال لن أضع الإبرة للأطفال، لأنها مؤلمة، لكني سأعالج الشيوخ والأطفال بالمجان...
تقول مديرة روضة الرواد بأبها سعاد العقلأردت أن ألبي أمنيات أطفال الروضة في تكوين مستقبلهم منذ الصغر، فبعد زفة تخرجهم الأولى في حياتهم شرعت بعمل أركان مستقبلية، يتكون كل ركن من أحد عوالم المستقبل، حيث يذهب الأطفال بعد زفة التخرج للعمل فيها، ليكونوا فكرة عن مستقبلهم الذي يتمنونه، فكونت سبعة أركان طفولية، هي ركن الطبيبة، وركن الطبخ، وركن الحاسب الآلي، وركن التصوير، وآخر للرسم، فيما تخلل الأركان الركن الوطني، وركن التراث الشعبي وتضيف العقل إنرياض الأطفال الخطوة الأولى في بناء الفرد، وحينما نضع الأسس العلمية والتربوية في أساس هذا البناء، نأخذ بنظرة الاعتبار تقوية البنية الفكرية للأطفال المستقبلية، فمن خلالها حرصنا على أن تكون هذه الروضة نموذجا في ما نطمح إليه، حيث تقوم اللجنة المختصة من المعلمات والإداريات لدينا بمتابعة بعض حالات الأطفال الذين لديهم القدرة الفكرية والخيال الخصب، ومن ثم تنمية القدرات على هذا الأساس. وأشارت إلى أن لديهم موهوبين وموهوبات في مجال الرسم والنحت بالطين الصناعي، وآخرون بناؤون، فهؤلاء هم بالمحصلة رجال وسيدات المستقبل في تخصصات متفردة، ويجب تنمية هذه القدرات، وعدم الاستهانة بهم وما يقدمونه.
وقالت العقلعندما نختار نموذجا من الأطفال كعينة لدراسة الإمكانات والعقليات الذهنية لهم، أقف مذهولة حقا لهذا الوعي والذكاء المتفرد، وعليه نفتح قنوات مع ذوي الطفل لتنمية فعالياته، ومساعدته في أن يكون طموحا، مع تطوير تفكيره، حتى وإن كان عن طريق ألعاب يعتقد الأهل أنها لا تجدي نفعا
وتقول والدة الطفل ماجد عبد اللهطفلي أصر على حضوري حفل تخرجه من الروضة، وقال بأنه قد جهز لي مفاجأة هناك، وقد توقعت أنه مشارك في مشهد، أو سيقول لي أنشودة جديدة، حتى جاء يوم الاحتفال بالتخرج، وكانت حقا مفاجأة أن أشاهد طفلي بملابس المهندس المعماري مرتديا خوذة الرأس والقفازات الصغيرة التي يرتديها، وبدلة العمل ويقول بصوت عالماما ماما ها أنا سأصبح مهندسا معماريا ناجحا.
وترى الأخصائية النفسية بمستشفى السعودي الألماني بعسير الدكتورة صباح الزهار أن هناك فكرة خاطئة عند بعض أولياء أمور الأطفال أن الروضة هي مكان لقتل الوقت عند الأطفال، والتخلص من عبثيتهم، وأخذ الأم استراحة من طفل كثير الحركة، والأمر ليس بهذه الصورة، فهناك فرق بين اللهو غير المنظم، وبين توعية الطفل على ما هو صحيح ونافع من خلال تواجده في الروضة، وقد حضرت حفل رياض الأطفال، وسمعت بنفسي مجموعة من الأطفال وهم يقولون مع أقرانهمسنكون مهندسين كما اتفقنا، وهذا له دلالة واضحة أن رياض الأطفال هي أكثر من مكان للهو، بل هي أساس للتعلم الصحيح وبناء الشخصية الأولى للطفل. وأضافت الزهار أنهبالبحث عن العلاقة التأسيسية مابين رياض الأطفال وتنمية الشخصية الأولى للطفولة نجد أن أكثر من 60% من أطفال العالم المتفوقين هم نتاج تربية خاصة في رياض الأطفال، وفي العالم العربي أخذت تجربة بعض البلدان العربية، والتي بدأت تضع مناهج خاصة برياض الأطفال من كتيبات مصورة بألوان وكلمات تعليمية تتماشى مع حجم الفهم والإدراك لعمر الأطفال في الروضة، إضافة إلى حصص خاصة باللغتين الإنجليزية والفرنسية، وأيضا تكون مرافقة لهذه الحصص كتيبات ملونة وصور مثل ما تفعله هذه الروضة التي تتماشى مع التقدم التي تنمي مدارك الطفل.
وأوضحت الزهار أن استخدام الشخصيات المحببة عند الأطفال يعزز من تنمية القدرة الذهنية وتهيئة الأطفال لمرحلة دراسية قادمة، كي يكون مهيأ لاستقبال المرحلة القادمة من عمر الابتدائية.