مكة المكرمة: خالد الرحيلي

بطرق مبتكرة لرفع طاقة المحرك الميكانيكية

لجأت مجموعة من الشباب في مكة المكرمة إلى إجراء تغييرات جذرية ومتنوعة على محركات مركباتهم بهدف زيادة سرعتها، أو رفع صوت محركها بالإضافة إلى تركيب أبواق شاحنات بالسيارات الصغيرة والقديمة عن طريق وضع أسطوانات الفريون المستعملة في إجراء لمحاكاة الأندية الأمريكية وسباقات السيارات في تغيير قوة المحركات، إضافة إلى استغلال مواهبهم المهنية والفنية وقتل أوقات الفراغ.
يقول الشاب إبراهيم المطرفي: من خلال متابعتي للمنافسات والمسابقات التي تجرى بالداخل والخارج حول تطوير قوة المحركات تعمدت أن أخوض هذه التجربة على سيارة قديمة لدينا بدلا من تجربتها في سيارتي الحديثة كامري 2008 .
وحول مصدر الفكرة وآلية العمل يقول لجأت إلى الإنترنت للبحث عن المعدات والأدوات المطلوبة لذلك، ولقد اكتشفت أنها متوفرة في البيئة المحلية وتبقى لي فقط طلب المساعدة من العمالة الفنية بالورش لتنفيذ ما أطلبه منهم فاستعنت بالورش الميكانيكية والكهربائية وفني التوليفات بمحلات الزينة لكن كانت البداية الأولى مخيبة للآمال لم أستطع أن أرفع قوة المحرك إلى الجهد المطلوب فاستعنت بأصدقاء في جدة ونفذت طريقتهم ونصائحهم ووصلت إلى السرعة المقبولة نسبيا نظرا لمحدودية محركة البك أب ولقدم موديله أيضا، ولكن أخبرني صديق بأن الطريقة فعالة جدا مع المحركات الجديدة وناجعة ويمكن رفع قوة المحرك إلى أكثر من 40% دون وجود مشاكل حتى إن قوة المحركة وسرعته الهائلة لا يصاحبها زيادة في استهلاك الوقود حيث تعتمد الفكرة على توفير كمية كبيرة من الغاز والهواء بشكل مضغوط تعمل على إعطاء المحرك احتراقا للوقود بشكل عال جدا إلا أن هناك مشكلة كبيرة واجهتني وواجهت الأصدقاء الهواة تتمثل في ارتفاع درجة الحرارة التي لا ينفع معه جهاز التبريد الحالي، نظرا لأنه متناسق مع محدودية الاحتراق السابقة قبل عملية التغيير، كذلك ارتفاع درجة الحرارة بالبيئة المحلية وهو عامل مساهم آخر.
وحول الأدوات المستخدمة يقول صالح الحربي الأدوات تتمثل في أسطوانات غاز الفريون الفارغة يتم تركيبها في حقيبة السيارة بالخلف أو في الصندوق الخلفي وآخرون يضعونها بالمقاعد الخلفية أو أسفل المركبة يتم ربط تلك الأسطوانات معا عبر دائرة تمديدات يتم التحكم بها بواسطة جهاز إلكتروني، كما أن البعض يستخدم تلك الأسطوانات المملوءة بالغاز المضغوط في تشغيل أجهزة الإنذار عالية الصوت بواري الشاحنات . ويقول الحربي عندما تفرغ تلك الأسطوانات يتم ملؤها من محل إصلاح الإطارات البنشر نظير مبلغ زهيد جدا، أما الكلفة الإجمالية لهذه التغييرات فإنها تتجاوز 5 آلاف ريال بخلاف أجرة العامل والتي تختلف حسب نوع الفني والإمكانات المطلوبة منه لإجراء التغيير.
وحول خطورة تلك التغييرات يقول المطرفي لا نعمل من أجل المخاطرة والمغامرة بل لشغل أوقات فراغنا من جهة، والاستفادة من تخصصاتنا المهنية من جهة أخرى، كما أن موهبتنا وموهبة الشباب تدفعنا إلى المغامرة ومحاكاة الآخرين، فلقد تابعنا الكثير من المنافسات العالمية عبر شاشات الفضائيات وكيف يحصل هؤلاء الشباب على جوائز في محافل عدة، وسبق تنفيذ منافسات مشابهة محليا ولكن لنوع مختلف يتمثل في مسابقة لأجمل سيارة معدلة.
من جهته يقول فني التمديدات أيمن الناصري إن فكرة التغيير على محركات السيارات ليست بالعملية السهلة المقبولة لدى الجميع، ولكنها منتشرة في أوساط الشباب، ونلاحظ عليهم معرفتهم التامة بخطوات ومتطلبات هذا التغيير، ولديهم الاستعداد للمخاطرة بجودة المحرك إن كان هناك خطأ في تنفيذ الخطوات، ولكن هناك البعض الآخر يعمد إلى تجهيز سيارته بأسطوانات مضغوطة، ولكن ليست لتطوير المحرك ورفع طاقته الحركية، وإنما لتشغيل أقوى لأجهزة الإنذار وإن كانت من الخطورة بمكان فإنها تركب داخل قمرة القيادة وليس في خارج السيارة، مما يعرض الشباب لقوة هائلة من الموجات الصوتية.