تختزن رواية (أيام الراقصة صوفي) للروائي المصري الشاب محمود ماهر زيدان
في ذاكرتها الأدبية مساقات اجتماعية عريضة, وتلملم مسافات طويلة من الزمن؛ لتختزل في طياتها تفاصيل خربة من معطيات واقعنا الاجتماعي بدءًا من ثورة 1952 مرورًا بمرحلتي النكسة والانفتاح وما بعدهما فتستدعي حكايات يعاد توثيقها توثيقًا سريعًا في ظل مجموعة من المتغيرات التاريخية والاجتماعية وترصد أثرها على نماذج إنسانية مطحونة تعاني رهانات وجودها في موازاة الطبقة البائدة من الإقطاعيين والتي ما فتئت أن عادت مرة أخرى في صورة جديدة, في مرحلة تالية ارتبطت بالتغيرات الطارئة على شكل المجتمع؛ لتصبح الرواية التي صدرت أخيراً بالقاهرة عن مؤسسة سندباد للنشر والإعلام، بلوحة غلاف للفنان جلال عمران، سجلاً حافلاً بالوقائع الاجتماعية, ترصد تفاصيلها وترمي بظلالها على ما نعايشه اليوم, فتتوازى بعض وقائع الماضي مع وقائع نعاينها ونلمسها في حياتنا اليومية؛ ليتشابه الماضي مع الحاضر وتصبح الوقائع المكرورة هي مرجع الرواية ومرآتها الكاشفة, وينمو الصراع الدرامي مع بعض القيم الممقوتة والسائدة في عصر طفرة المتسلقين والانتهازيين من رجال الأعمال وكبار الموظفين وتسعى استراتيجية الكتابة لتكشف المتخفي وتعري المستور؛ لتعبر كيف تسقط المرأة في الأوحال الاجتماعية وتتحول إلى سلعة تباع أو لعبة يُجيد الآخر استخدامها نتيجة طغيان قيم الاستلاب.
وفي مقابل رصد النماذج البشرية التي تعزز علاقات الاستلاب باستسلامها للبيع والاسترقاق للمال أو الجنس تبرز نماذج بشرية أخرى تكابد وتشقى مستعصية على السقوط.