كسر الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى الحصار المفروض على قطاع غزة، واعدا بالعمل الجاد لإدخال مواد البناء وإعادة الإعمار. وأكد موسى الذي قام بزيارتين سابقتين على الأقل للقطاع في 1996 عندما جرت الانتخابات الفلسطينية وفي 1999 عند افتتاح مطار غزة الدولي بصفته وزيرا للخارجية المصرية أن الحصار الذي نقف جميعا في مواجهته يجب ان يكسر.
بدوره قال رئيس الحكومة المقالة إسماعيل هنية إنه بحث مع موسى أفكارا لفك الحصار وتحقيق المصالحة الوطنية.
وفي القدس المحتلة ألغى وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك سفره إلى فرنسا بعد تقارير صحفية ذكرت في اليومين الأخيرين أن نشطاء كانوا على متن أسطول الحرية يعتزمون تقديم دعوى قضائية إلى محكمة فرنسية ضد باراك والمطالبة باعتقاله في غضون ذلك، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال اجتماع وزراء حزب الليكود أمس عن أن القاضي المتقاعد من المحكمة العليا يعقوب تيركل سيرأس لجنة تحقيق ستشكلها الحكومة في مجزرة أسطول الحرية نهاية مايو الماضي.
اختتم الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى أمس زيارته إلى قطاع غزة بالتعهد بتكثيف جهود العمل العربي المشترك لرفع الحصار الإسرائيلي عن القطاع.
وقال موسى في مؤتمر صحفي عقده في غزة قبيل مغادرته القطاع، إن كافة الأطراف العربية والدولية على قناعة بضرورة إنهاء الحصار ويجب أن يكون ذلك أولوية قصوى.
وحذر موسى من توتر أمني خطير يهدد استقرار المنطقة بأسرها في حال استمرار تعثر حل القضية الفلسطينية وحصار غزة. كما أكد أمين عام الجامعة العربية استمرار الجهود المصرية والعربية لتحقيق المصالحة الفلسطينية التي شدد على أنها تمثل حاجة ماسة ولم تعد تحتمل أي تأخير أو مماطلة مهما كانت المبررات.
وفيما يتعلق بمفاوضات السلام بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل قال إن العرب سيقيمون ما وصلت إليه المحادثات غير المباشرة بوساطة أمريكية في نهاية سبتمبر المقبل لاتخاذ موقف عربي جديد وواضح وحازم في حال استمرار تعثرها.
وشدد على أن المفاوضات لن تكون مفتوحة زمنيا وبدون نهاية، معربا في الوقت ذاته عن تشاؤمه المسبق بتحقيق أي تقدم مع الحكومة الإسرائيلية الحالية.
ودعا إلى ضرورة اتخاذ موقف عربي جديد وحاسم إذا فشلت تلك المفاوضات ولم يكن الموقف الأمريكي حاسما بشأنها، بما فى ذلك التوجه لمجلس الأمن الدولي لإيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية.
وكان موسى دعا إلى إنهاء الحصار الاسرائيلي للأراضي الفلسطينية،مشددا على ضرورة إبرام المصالحة بين فتح وحماس فعلا لا قولا،فيما نفى كبير المفاوضين الفلسطينيين، الدكتور صائب عريقات، نفيا قاطعاً التقرير الذي نشرته وسائل الإعلام امس بأن الرئيس الفلسطيني محمود عباس طلب من الرئيس الأمريكي باراك أوباما إبقاء غزة تحت الحصار.
وقال إن هذا التقرير ما هو إلا محاولة أخرى للتضليل تهدف الى تشويه الحقائق وتؤكد تنصّل إسرائيل من مسؤوليتها لرفع الحصار، غير المشروع واللاإنساني، المفروض على قطاع غزة.
وكان موسى وهو أكبر مسؤول عربي يزور القطاع منذ سيطرة حماس عليه في 2007 ،قد عبر الحدود المصرية ليصل إلى القطاع بعد أسبوعين من مهاجمة إسرائيل قافلة سفن المساعدات التي كانت متجهة إلى غزة.وعقد موسى لقاءات مع المسؤولين في حكومة حماس،في منزل رئيسها إسماعيل هنية وليس في مكتبه ، في محاولة لتجنب أي انطباع لاعتراف الجامعة العربية بسيطرة حماس على غزة ،كما عقد سلسلة من المؤتمرات الصحفية.
وقال هذا الحصار الذي نقف جميعا في مواجهته يجب أن يرفع ويجب أن يكسر وقرار الجامعة العربية واضح بهذا الإطار.
وفي مؤتمر صحفي مع موسى قال باسم نعيم وزير الصحة في حكومة حماس المقالة في غزة إن الزيارة تشير إلى أن حالة الجفوة بين غزة وأمتها العربية قد انكسرت.
وأضاف نعيم أن حماس تأمل أيضا أن تكون هذه الزيارة بداية لوضع خطة عملية لرفع الحصار عن غزة مرة واحدة وللأبد.
وبعد لقاء هنية ، اكتفى موسى بكلمة مقتضبة جدا قال فيها تحدثنا عن الواقع الفلسطيني والعلاقات بين الفصائل ومستقبل العمل الفلسطيني.
من جهته اكد هنية أنه يتطلع لأن تشكل زيارة موسى خطوة عملية على طريق كسر الحصار عن غزة. وقبل اللقاء قال يوسف رزقة المستشار السياسي لهنية للصحفيين يفترض أن تكون هذه الزيارة خطوة لرفع حصار غزة لأن الحصار ممكن أن يرفع بقرار عربي.