رغم ضجر الكاتبة التركية زكية يوكسل من تجربتها كـ(امرأة) في السعودية التي عاشت فيها مايقارب الثلاث سنوات ونصف، وانزعاجها من التضييق على المرأة وتحركاتها فيها ، فنحن لانكترث كثيرا بموقفها، ولن نلتفت لاستيائها، ولن نغير طبائعنا من أجلها (وعلى عينك ياتاجر).
وإن كانت الأخت تتذمر من عدم مقدرتها على خروجها بمفردها لشراء الخبز (يامال الجوع) أو التمشي في شوارع الرياض فهذي مشكلتها (يختي ماحد قال لك تعالي بدون محرم) ثم إن هذا دليل على عدم دراية الكاتبة بأوضاع المجتمع السعودي، فهي لاتعرف أن المجتمع هيأ كل السبل الممكنة للحفاظ على الجوهرة المصونة داخل قمقمها أقصد بيتها فلا تخرج منه لترى مايفعل الرجل خارجه فتنصدم ، قصدي.. تتأثر نفسيا لأن الرجل يفني نفسه خارج البيت من أجل راحتها، فهي لو قامت بإرسال SMSللبائع في البقالة (طبعا لأن صوت المرأة عورة) لوصلتها كل احتياجاتها فورا، لذلك (لايكثر بس يازكزك)، أما عن قولها إنها كانت تتوق وهي في السعودية إلى المرمطة اللي كانت عايشتها في تركيا وتريد التشعبط في الباصات وركوب سيارات الأجرة العامة والتنقل بها من مدينة الى أخرى فنقول لها (اركدي يامرة، انهبلتي إن شا الله؟) ولا أعلم لماذا استغربت زكية زكريا أقصد زكية التركية من أحذية السعوديات الفسفورية ،فتقول إن السعوديات يهتممن كثيرا بعيونهن وأقدامهن ويرتدين الأحذية الفسفورية ويستخدمنها للتواصل بمعنى (أنا هنا)، وهنا تحديد.. فإن زكية - الله يهديها - فهمت السعوديات بشكل خاطيء، فهي لا تعلم أننا نرتدي اللون الفسفوري خوفا من الدهس أثناء التسوق أو التبضع خاصة في الليل بالنظر إلى لون العباءة (الأسود) فهو إجراء احترازي وقائي، وهو من قواعد السلامة المرورية، وكما يبدو لنا وبدون شك فإن هذه المرأة حاقدة على المرأة السعودية فهي وبالرغم من أنها انتقدتها كثيرا إلا أنها لم تشر لإنجازاتها لا من قريب ولا من بعيد (ناقص تقولين ماعندها إنجازات بعد) وأكبر دليل على ذلك أنها لم تشر إلى أن السعوديات هن أول من ابتدع مايسمى بـ(مكياج السوق) والذي ذاع صيته عند كل الكوافيرات الأجنبيات العاملات في السعودية. وهذا مجرد مثال بسيط على إنجازات السعوديات الكثيرة في هذا المجال تحديدا.