لن ينتظر لا العرب ولا الفلسطينيون ولا الـ 130 دولة التي تدعم إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس، من الولايات المتحدة الدعم والتأييد. فالانحياز الأميركي إلى إسرائيل لا لبس فيه، وواشنطن تتبجح به وتعمل كل ما يمكنها لإبقاء إسرائيل الدولة القوية في منطقة الشرق الأوسط.
لن تتردد الولايات المتحدة اليوم أو غدا في مجلس الأمن من استخدام حق النقض ضد مشروع القرار الذي ستتقدم به المجموعة العربية ومجموعة دول عدم الانحياز لإفشاله، وهو قرار لا يبعد كثيرا عن الأفكار الأميركية خاصة ما يتعلق منها بإدانة الاستيطان، وهو يدخل في إطار التناقض الأميركي بين ما تعلنه واشنطن وما تضمره للشعب الفلسطيني وقضيته المحقة في إقامة دولته المستقلة.
حاولت واشنطن المناورة لإبعاد نفسها عن كأس الفيتو المر، كي لا تظهر انحيازها إلى الإرهاب الإسرائيلي، ومع ذلك أجزم أنها ستعود لاستخدامه في مجلس الأمن مرة ومرة أخرى، وهي مستعدة لأن تخسر العالم كله، على ألا تصاب إسرائيل بخسارة سياسية.
تعلم الولايات المتحدة مدى أهمية قرار يحظى بشبه إجماع في مجلس الأمن، وهي ستحاربه بكل ما تملك من سطوة وقوة، مرة بالترغيب، وإذا فشل أسلوبها ستستخدم لغة الترهيب وهي قادرة على ذلك.
الإصرار الفلسطيني على طرح مشروع القرار موجه بالدرجة الأولى إلى الداخل الفلسطيني بعد أن ضعفت مصداقية القيادة الفلسطينية أمام شعبها، وموجه بالدرجة الثانية إلى الخارج الذي سيتخلى عن مساندة القضايا الفلسطينية في المحافل الدولية إذا ما تراجعت عن المضي بالمشروع.