كلما احتاج شعب إلى التغيير نحو الأفضل لجأ إلى الثورة .

ـ 1 ـ
كلما احتاج شعب إلى التغيير نحو الأفضل لجأ إلى الثورة إن امتلك القدرة والجرأة على التحرك ضد من يسيطرون على كل شيء.. ولعل أكثر الثورات نجاحا هي التي انطلقت من أجل لقمة العيش، إذ لا يبقى في هذه الحال لدى الشعوب ما تخسره.. الثورة الفرنسية أو ثورة الخبز أواخر القرن الثامن عشر إحدى أشهر ثورات الجياع. وبعدها صارت باريس مدينة لـالنور وبات مثقفو العالم يرون فيها منارة للحرية والديمقراطية والعدالة والمساواة..
لم تنتهِ حكاية الخبز، وثورات الشعوب.. فقد شهد القرن العشرون ثورة أخرى للجياع، أسقط فيها الروس حكم القيصر عام 1917. ومطلع عام 2011 تهاوى نظام عربي لم يعلم أفراده احترام عربة خضار تسترزق منها أسرة مسحوقة.. ولحقه نظام آخر تجاهل نداءات شبابه العاطلين، ولما أحس بالخطر كان الزمن قد سبقه، لأن سقوط النظام أصبح في مقدمة مطالبهم.
ـ 2 ـ
قديما، ثار العبيد من أجل حريتهم.. والصعاليك ضد التمايز الطبقي. وكان للصناعة ثورة ساهمت في التطور.. فيما قدمت ثورة المعلوماتية الفيس بوك وتويتر ويوتيوب وعن طريقها تنادى الشباب، فتهاوت الأنظمة.
ـ 3 ـ
لكل ثورة نجم، ولكل ثورة فاكهة.. وأما نجم ثورة مصر وفاكهتها فهما التصميم والفكاهة إذ زرع أبناء الكنانة النكتة وهم في ذروة التمرد عبر اللافتات الطريفة والمرح الذي لم يزحزحهم عن هدف حققوه من غير قائد.
ـ 4 ـ
في تونس ومصر.. أكد الشعب أنه أقوى المبدعين تأثيرا إن حرّك كوامنه،.. وباستثناء إبداع الراحلَين أبي القاسم الشابي والشيخ إمام، فقد تلاشت أمام تلاحم الجماهير كل الكتابات والأغنيات والأفلام.. لنشهد ثورتين عصريتين لم تعرفا الخطباء والمنظرين، ولم يواكبهما إعلام رسمي. لكن البديل كان حاضرا عبر فضائيات إخبارية ووسائل إعلام جديد.
ـ 5 ـ
في هذا البلد أو ذاك، جعلوا للثورة مجلس قيادة، وأصدروا باسمها صحيفة.. ويبقى السؤال: على من يثورون؟.
ـ 6 ـ
كل الخوف أن يسرق بعضهم الثورات.. فـالفقيه ذات يوم بسط ولايته على إحداها، ومن يظهرون في الوقت الضائع قد يفعلونها لكن الشعوب صارت أكثر وعيا.
ـ 7 ـ
يتفننون بأسماء الثورات، فمن مخملية إلى برتقالية إلى ثورة للياسمين... والقائمة تطول. أما القادم فيحمل ما لا ندريه، وما زال في الثورات وحديثها بقية..