كان 'فيما مضى' بإمكان أي مسؤولٍ الظهور كما يريد في الإعلام.
كان فيما مضى بإمكان أي مسؤولٍ الظهور كما يريد في الإعلام، ولم يكن ممكنا فيما مضى إظهار المسؤول متلبساً بتهمة الاستهتار بالمراجعين أوتهمة إهمال حاجات المواطنين والمقيمين، مهما كانت قدرة الإعلام.. كل ذلك كان بفضل موظف العلاقات العامة..!
الذي كان بمقدوره فيما مضى إظهار مسؤوله بأجمل صورةٍ حين يزور إحدى الإدارات أو يقابل بعض المراجعين، وبمقدوره أن يطرز الزيارة بمئات الكلمات وعشرات الصور حتى لو لم تتجاوز مدتها دقائق..!
إلا أن ما كان كان، وأصبحنا تحت سطوة الإعلام الجديد الذي ألغى القدرات الهائلة التي تميز بها موظف العلاقات العامة، ولن يعود الإعلام إلى سابق عهده مهما كان وحتى لو جعلت زيارات المسؤول سرية أو في الظلام، ولا يلام هؤلاء بكراهيتهم للإعلام الجديد لأنه أزال أهميتهم عند مسؤول.
من المخجل أن يوزع موظف العلاقات أو الناطق الإعلامي خبراً عن زيارة مسؤوله على الصحف بينما يتناقل الإعلام الجديد كل تفاصيل الزيارة بالصوت والصورة.. والصحف كجزء من الإعلام يتطور ويهتم بالجديد، كما فعلت وزارة الثقافة والإعلام مؤخراً باعتمادها إدارةً للإعلام الجديد، لتظهر للجميع أهمية الإعلام الذي فضح الحقائق وكشف المستور بأيدي الهواة قبل المحترفين..!
أيها المسؤول أياً كان منصبك وزيراً أو كيلاً أو سفيرا أو قنصلاً أو أميناً أو مديراً.. احذر أثناء زياراتك أن يضيق صدرك، فلا تعلم من أين تأتيك الكاميرات الجديدة؟ ولا أين يقف لك هواة التصوير؟ فالكل يحمل بيده سلاح ذاك الإعلام الذي لا يعرف الستر..!
سعادة المسؤول.. إن كانت أعمالك كثيره ولا تستطيع تحمل غلاسة وثقل دم بعض المراجعين، فلا تخرج إليهم بل اجعل أحد معاونيك ممن يتميز بسعة الصدر يخرج إليهم ويسمع منهم ويهز رأسه فقط..!