لم ينجح أحد.. في المنافسة الميدانية لتغطية أحداث مظاهرات مصر التي لم تنم القاهرة بسببها حتى اليوم!
وكما تفعل الشدائد بتمييزها الرجال، تفعل الأحداث بالوسائل الإعلامية فتميز غثها من سمينها، وتفرق برامجها المهنية وغيرها، وتبرز الإعلامي المحترف عن غيره..!
لثلاثة أسابيع لم تقدم القنوات الإخبارية المأمول منها، رغم أن الأحداث لم تصل إلى حد الحروب كاحتلال العراق 2003، والاجتياح الإسرائيلي للبنان 2006.. وكانت تغطياتها الإعلامية أفضل من تغطية مظاهرات مصر، ففي قنوات إخبارية كـ العربية والجزيرة والحرة وbbc العربية والمستقبل الإخبارية والإخبارية السعودية التي أوردها لأن اسمها وتصنيفها إخبارية، التي خصصت معظم ساعات بثها إن لم تكن كلها لتغطيات المظاهرات، يمر عليك اليوم ولا تكاد ترى تقريراً ميدانياً واحداً.. فقط تشاهد المراسلين يتحدثون أمام المتظاهرين نهاراً ومن المكاتب ليلاً بسبب حظر التجول الذي لم يمنع المتظاهرين وأرعب الإعلاميين، حتى استعانت قنواتهم الإخبارية بالإعلام الجديد وهواته فنقلت عن الفيسبوك واليوتيوب..!
وبالتأكيد الإعلامي المتمرس قد يجد بعض العذر للقنوات في شح الصور نظراً للظروف المصاحبة وصعوبة الحركة والنزول إلى الشارع، لكن المشاهد العادي لا يعجبه الحال كما يقول الخبير الإعلامي عبدالرحمن الهزاع.
ورغم أن الأحداث تعد فرصة لإثبات القدرات إلا أنه لم يستفد منها سوى المحترف حافظ الميرازي الذي تميز بتغطيته اليومية التي لم تترك زاوية لم تطل منها ولم تترك طرفاً لم تستنطقه، ولم تترك تحليلاً لم تناقشه.. فكان برنامج ستديو القاهرة نافذةً تحولت يوميةً بذكاء العربية لمواكبة الأحداث، بقيادة الميرازي الذي يذهلك كل يوم لتتساءل أين يجد الوقت ليبدع وينفرد عن غيره بلقاءات وحوارات وقراءات للصحف، بينما المراسلون لا يقدمون سوى الحديث الذي لا يميزهم عن شاهد العيان، والمذيعون يستقبلون اتصالات المحللين.