الجبيل: سعيد الشهراني

قال الرئيس السابق لنادي الرياض الأدبي الدكتور سعد البازعي لـ الوطن أمس إن وزارة الثقافة والإعلام مقيدة بأشياء ووجهات نظر معارضة، بل حادة في معارضتها للنشاط المسرحي، الأمر الذي يتوجب على المجتمع معه عدم تأييد ذلك أو الاستسلام لرغبات هؤلاء.
وأضاف البازعي أعتقد أنه حان الوقت أن يكون لدينا مسرح رسمي، وليس مسرحاً موسمياً كالذي تقيمه أمانة الرياض مشكورة كل عام، وأن يكون هناك معهد للفنون والمسرح من شأنه توليد المواهب ورعايتها وصقلها، لتكون قادرة على الكتابة وعلى التمثيل والإخراج ، ولكن بدون هذا المعهد سنبقى نعيش في ظل مسرح الهواة، ومسرح الموسم بالدرجة الأولى.
وحذر الدكتور البازعي من سقــوط المسـرح في دائـرة الهـزل .


كشف الرئيس السابق لنادي الرياض الأدبي الدكتور سعد البازعي عن أسباب ضعف حضور المسرح في حياة المجتمع السعودي، وقال في حديث إلى الوطن أمس: إن وزارة الثقافة والإعلام مقيدة بأشياء ووجهات نظر معارضة بل حادة في معارضتها للنشاط المسرحي، الأمر الذي يتوجب على المجتمع معه عدم تأييد تلك المعارضة، أو الاستسلام لرغبات هؤلاء المعارضين.
وأضاف البازعي أعتقد أنه حان الوقت أن يكون لدينا مسرح رسمي، وليس مسرحاً موسمياً كالذي تقيمه أمانة الرياض مشكورة كل عام، وأن يكون هناك معهد للفنون المسرح من شأنه توليد المواهب ورعايتها وصقلها، لتكون قادرة على الكتابة وعلى التمثيل والإخراج ولكن بدون هذا المعهد سنبقى نعيش في ظل مسرح الهواة، ومسرح الموسم بالدرجة الأولى.
وحـذر الدكتور البازعي من سقوط المسرح في دائرة الهزل حيث رغبة الجمهور لكي يكسب جولة الحضور، مشيراً إلى أن التحدي الكبير أمام المسرح ألا يسقط في فخ التجارة، وأن يجمع بين المتعة والفائدة في ظل وجود المسرح الهزلي والجاد والاستعراضي، دون أن يتحول المسرح إلى مكتبة وثقافة جادة وإلا سيكون مملاً حتى للمثقفين.
وأضاف البازعي: لن ينهض المسرح لدينا إلا بوجود كوكبة من الكتـّاب والمخرجين المؤهلين للوفاء بهذه المهمة وأدائها على أكمل وجه, ووزارة الثقافة والإعلام مطالبة بدعم هذا التوجه بكافة مستوياته. فضعف حضور المسرح في حياة المجتمع السعودي أمر مؤسف ومؤلم، ويجب ألا نطالبه بأكثر مما يستطيع أن يفعله أو يقدمه؛ في ظل انقسام المسرح بين عالمين: عالم تجاري شائع في العالم كله وفي العالم العربي بشكل خاص، ولا يأتي منه وعي كبير, وعالم المسرح الجاد المفترض فيه أن يرتقي بالوعي العام للمجتمع، لكنه مسرح لا يعيش على الجمهور؛ لأن الجمهور يريد شيئاً يضحكه وهذا غير موجود بالمسرح الجاد؛ لذا تجد أن المسرح مشلول من هذه الناحية، إذا قـدّم فكرا جادا، ورؤية جادة انسحب الناس، وهذه مشكلة الفنون بشكل عام عندما تكون جادة تكون نخبوية وتكون بعيدة عن الشارع، وعندما تكون قريبة من الشارع تكون بعيدة عن التوعية الحقيقية والارتقاء، وأعتقد أن الوضع ليس ميئوساً منه، بل أؤمن أنه بالإمكان الوصول إلى منطقة وسطى في مسرح يمكن أن يجمع الحالتين، لكن هذا ليس سهل المنال, فليس كل كاتب مسرحي يستطيع أن يجمع بين الحالتين.
البازعي أكد أن الوصول إلى معادلة الوعي مع الإمتاع معادلة ليست سهلة، ولكنه استدرك في الوقت نفسه بالقول: ولكن هذا لا يعني توقف المحاولات للوصول لها. لدينا محاولات ناجحة على مستوى التلفزيون مثل مسلسل (طاش) فاللغة هي الحاجز للمسرح الجاد وهذه مشكلة الرواية في الوقت نفسه، لذا من المفضل ألا يغرق كتاب المسرح في الفصحى، ويبقى هناك مسألة هامة وهي: ما الذي سيطرحه النص؟. فالكاتب محمد العثيم عندنا من أفضل كتاب المسرح له ما يزيد عن 30 مسرحية أكثرها ليست جماهيرية ومشكلتها أنها تنشد فكراً عميقاً ورؤيا مركبة للأشياء ليست تبسيطية وليست ساذجة وليست كوميديا فقط، وهذا أدى إلى انعزال هذه التجربة. في حين أن هناك تجارب أخرى مثل تجربة راشد الشمراني، وفهد الحارثي في الطائف ولكنها لا تصل للجمهور؛ بسبب القضايا المطروحة للتناول والمعالجة. لذا يجب أن تكون القضايا المطروحة تهم قطاعاً عريضاً من الناس، كمشاكل المرأة في حياة المجتمع ومشاكل القيادة، والمشاكل اليومية.