أجمع المتحدثون في ندوة إدارة المواقع السياحية والاستثمار في التراث العمراني التي نظمها جهاز الهيئة العامة للسياحة والآثار في محافظة الطائف بالتعاون مع الغرفة التجارية الصناعية الأسبوع الماضي على أن المقومات السياحية والأثرية بمدينة الطائف لم يتم استثمارها بالشكل المأمول. وأرجع المتحدثون في الندوة التي أدارها أمين عام الغرفة التجارية الصناعية في محافظة الطائف صلاح بن عبد الله الحداد، وشارك فيها المدير التنفيذي لجهاز السياحة بالطائف الدكتور محمد قارئ السيد، وعضو هيئة التدريس بجامعة الطائف الدكتور محمد التونسي ضعف استثمار المقومات السياحية بالطائف إلى عزوف رجال الأعمال عن الاستثمار في السياحة، وضعف توعية سكان الطائف بأهمية السياحة عبر برامج توعوية تهدف إلى إعادة ترميم ثقافة الناس السياحية. وأكد عضو هيئة التدريس بجامعة الطائف الدكتور ياسر إسماعيل في مداخلة له خلال الندوة أن السياحة صناعة هامة متجددة غفل عنها بعض رجال الأعمال، مشيرا إلى أهمية ترميم البشر قبل الحجر من خلال برامج توعوية حول أهمية المحافظة على المواقع التاريخية والسياحية، واستثمارها بالشكل المأمول. وتناول الدكتور قارئ التراث العمراني في محافظة الطائف وتنوعه، مؤكدا على أن التراث العمراني يجعل الإنسان يشعر بالانتماء للمكان، مشيرا إلى جهود الهيئة العامة للسياحة والآثار في دعم الاستثمار في التراث العمراني. وقدم الدكتور محمد التونسي عرضا عن الاستثمار في التراث العمراني تناول خلاله تعريف الاستثمار، وأهمية الاستثمار السياحي، وآلية التخطيط للاستثمار السياحي، وآليات التنفيذ والمتابعة للمشروعات السياحية، ودور الأجهزة الوطنية في إدارة الاستثمار السياحي، ومعوقات الاستثمار السياحي، وطرح بعض الحلول لمثل هذه المعوقات. واستعرض التونسي دراسة علمية تطبيقية أجرتها جامعة الطائف حول الاستثمار في قصر عبد الله السلمان بحي جبرة، واستمع لمداخلات عدد من المهتمين بالاستثمار في التراث العمراني، وتركزت المداخلات حول دراسات الجدوى الاقتصادية للاستثمارات السياحية في التراث العمراني، وكيفية التعامل مع التراث العمراني المملوك للأفراد. وأشار المدير التنفيذي لجهاز السياحة بالطائف الدكتور محمد قارئ السيد إلى قيام بعض ملاك القصور الأثرية بهدمها لاستثمارها، وأن هذا الإجراء يخالف الأوامر السامية التي تمنع هدم أي موقع تراثي، وأن الهيئة العامة للسياحة والآثار تعمل على نزع ملكية بعض المواقع عبر التفاهم مع ملاكها لاستثمارها.