أمير عسير يفتتح فعاليات المؤتمر الثاني ويكرم الداعمين والمشاركين
افتتح أمير منطقة عسير الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز مساء أمس فعاليات المؤتمر الدولي الثاني للطب النبوي التطبيقي الذي ينظمه مستشفى أبها الخاص ومديرية الشؤون الصحية للحرس الوطني بمشاركة متحدثين من دول ماليزيا ومصر والسودان وسوريا والمغرب والكويت والمملكة.
وقدم رئيس مجلس إدارة مستشفى أبها الخاص رئيس المؤتمر عبدالله بن عبدالمحسن الثميري الشكر والتقدير لأمير عسير على رعايته افتتاح المؤتمر وفعالياته. منوها بأن ذلك يأتي إيمانا من أمير عسير بأهمية الملتقى ودعما لمناشطه.
ولفت الثميري في كلمة ألقاها خلال الحفل إلى أن المؤتمر يأتي امتدادا لنسخته الأولى التي أقيمت في أبها قبل عامين، والذي حظي باهتمام الكثير من المهتمين والباحثين في الطب النبوي على المستوى المحلي والإسلامي، منوها بمشاركة أكثر من 80 باحثا ورئيس جلسة في المؤتمر الثاني، ومتطلعا إلى أن تكون توصيات المؤتمر كافية مع توصيات المؤتمر الأول لتكوين لجنة لوضع التصور والدراسات المناسبة في كيفية إنشاء مركز للطب النبوي التطبيقي بمدينة أبها ليكون منارة تجمع فيه جهود الباحثين، ومنطلقا لمراكز بحوث علمية تواكبه تطلعات وتوجهات القيادة في دعم مراكز البحوث العلمية.
من جهته لفت رئيس اللجنة العلمية بالمؤتمر الدكتور خالد عسيري إلى أن محاور أبحاث الملتقى ستكون على شقين، الأول معني بالطب الوقائي والثاني بالعلاجي، كما سيحتضن المؤتمر ورش عمل يتم فيها تأصيل المسائل التي لم يكن لها بحث كاف، وهي 5 ورش، الأولى ستناقش اقتراح منهج الطب النبوي لتدريسه في الكليات الصحية، والثانية ستكون عن حقيقة العين، والثالثة عن السحر، والرابعة عن تقنين استخدام العسل، والخامسة عن آلية عمل الحجامة، مبينا أن الهدف من الورش هو الخروج بتوصيات قابلة للتطبيق، وستتم مراجعة ما حصل من توصيات في المؤتمر السابق.
وأشار عسيري إلى أن المؤتمر يهدف إلى استجماع البحوث التي يمكن من خلالها جعل الطب النبوي ممارسة تخفف من معاناة المرض، مركزين فيه على الجانب التطبيقي وليس النظري، إضافة إلى جمع البحوث المتناثرة ووضعها في قالب منهجي لتستفيد منها الكليات، ويتم من خلالها التقليل من الممارسات الخاطئة والعشوائية أو الاجتهادات الشخصية في هذا المجال.
وألقى أمين هيئة الإعجاز العلمي الشيخ الدكتور عبدالله المصلح كلمة تناول فيها الإعجاز العلمي وارتباطه بالطب النبوي، أعقبها تكريم الرعاة والمشاركين والداعمين، فيما تسلم أمير عسير هدية تذكارية في ختام الحفل الذي حضره وكيل إمارة المنطقة المهندس عبدالكريم الحنيني ووكلاء الإمارة المساعدون ومدير عام مكتب أمير المنطقة الدكتور ذعار بن محيا وعدد من المسؤولين.
إلى ذلك تواصلت محاضرات وورش عمل مؤتمر الطب النبوي التطبيقي الثاني، وقدم رئيس الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بالطائف الدكتور أحمد السهلي ورقة عمل عن السحر وحقيقته، بين فيها تعريفه وآثاره وحكمه وحقيقته وطرق علاجه والوقاية منه، تلاها محاضرة عن حقيقة العين قدم خلالها رئيس قسم الشريعة بجامعة أم القرى الدكتور غازي العتيبي ورقة عمل تناول فيها حقيقة العين وثبوتها شرعا وأسباب الإصابة بها وكيفية علاجها والوقاية منها، فيما طالب المحاضر العتيبي خلال ورقة عمله بإدخال الطب النبوي تحت مسمى الطب البديل، وخلال مداخلة للدكتور عبدالله الشهراني اقترح إقامة كرسي في إحدى جامعات المملكة للطب النبوي التطبيقي، مبينا أن هنالك من تبنى الفكرة ماديا ومعنويا.
واندرجت ضمن فعاليات اليوم الثاني للمؤتمر حلقات نقاش مغلقة لعدد من الأطباء تدور حول العين والسحر والحجامة، في حين قدمت خلالها رئيسة قسم التغذية العلاجية بمدينة الملك عبدالله الطبية بمكة المكرمة الدكتورة مها هوساوي للقسم النسائي ورقة عمل بعنوان التلبينة، وبينت خلالها الفئات المستهدفة منها، وهم الأطفال والمسنون والرياضيون وأصحاب النحافة والمحزونون والمرضى، وذكرت مقاديرها والتي تتكون من 3 ملاعق دقيق شعير وكوب ماء وملعقتين عسل ونصف كوب حليب قليل الدسم وتطرقت لطريقة عملها، ملفتة إلى اتساع استخدامها بطرق مختلفة في عدد من دول العالم ومنها إنجلترا واسكتلندا وكندا واسكندنافيا كغذاء وقائي.
وبينت هوساوي أن التلبينة تساعد في علاج بعض الأمراض كالإمساك والكولسترول والاكتئاب وأمراض ارتفاع الضغط والسكر، ويتم تناولها للشخص الصحيح مرة واحدة في الأسبوع بمقدار كأس، وتزيد الكمية في حال المرض ويعطى الأطفال نصف الكمية.
وقدمت الأستاذ المساعد بجامعة الملك عبدالعزيز بقسم الدراسات الإسلامية الدكتورة لطيفة القرشي ورقة عمل بعنوان مرويات ماء زمزم دراسة حديثة تحليلية تطرقت فيها إلى بئر زمزم قبل وبعد الإسلام، وذكرت فضائله وبركته وكيفية التداوي به، ومزاياه إلى جانب مشروعية حمل ماء زمزم وإهدائه والوضوء والغسل به وغسل الكعبة والموتى به.
وخرجت هوساوي في ختام المحاضرة بعدة توصيات منها إخبار النبي أن ماء زمزم يقوم مقام الطعام ويقوي القلب ويطمئن النفس، وبه من ريق النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو لما شرب له وأن شربه ينال به البركة والتعبد لله وفضل الدعاء عند شربه.
وقالت: إن التداوي بماء زمزم يعتبر من أنواع الطب النبوي، حيث أمر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بإبراد الحمى بماء زمزم.
ثم قدمت أخصائية الطب البديل الدكتورة أميرة إسماعيل خان ورقة عمل بعنوان الدواء العجيب من سنة الحبيب ..الحجامة، وتناولت فيها أربعة محاور، وهي تعريف الحجامة، أهدافها وأنواعها، والنتائج العلمية المثبتة عنها وفوائدها.
وأشارت خان إلى أن من فوائد الحجامة المثبتة علميا وبالتجربة تقوية المناعة وتنشيط الدورة الدموية واستخراج السموم من الدم والقضاء على مرض السكر وعلاج الذبحات الصدرية وعلاج أمراض المفاصل، مبينة أن 70% من آلام المفاصل سببها عدم وصول كمية كافية من الدم للعضو، وهذا ما يتم علاجه بالحجامة، وأكدت نجاح الحجامة في علاج الربو بنسبة 100%.
وطالبت خان بتقنين من يقوم بأعمال الحجامة، محذرة من الاندراج خلف مدعي عملها بالخبرة دون شهادة أو اعتماد ذلك.
في حين شاركت استشارية نساء وتوليد بمصر الدكتورة عبير بيومي بتجربتها في علاج مرضاها بالطب النبوي من حجامة وغيرها.
عقب ذلك بدأت جلسة خاصة بالأبحاث السريرية للحبة السوداء، شارك فيها أستاذ ومستشار الأمراض الباطنية والكبد ورئيس قسم الطب التكميلي بالمركز القومي للبحوث بالقاهرة الدكتور سعيد شلبي وشارك بورقة عمل عن القيمة الإكلينيكية والباتولوجية الإكلينيكية لاستخدام الحبة السوداء لمرضى الالتهاب الكبدي الفيروسي (سي).
أعقبتها ورقة عمل عن نشاط مضادات الأورام في العسل والحبة السوداء للدكتور محمود إسماعيل حسن من طب عين شمس، وتحدث الدكتور عبدالله باموسى أستاذ وظائف الجهاز الدوري المشارك بكلية الطب بجامعة الدمام عن الحبة السوداء في علاج مرض السكري، وحول دراسة مقارنة بين أثر الحبة السوداء وأثر العلاج التقليدي لاستئصال جرثومة المعدة لدى مرضى عسر الهضم، تلتها ورقةعمل للدكتور سالم إياد عن أثر الحبة السوداء مع بعض المواد الكيميائية في خفض مؤشرات الأورام عند مرضى سرطان الثدي.
وكانت ورش العمل لليوم الأول للمؤتمر قد انطلقت أول من أمس بحضور العديد من الأطباء والمهتمين بهذا الجانب من داخل وخارج المملكة، وألقى رئيس اللجنة العلمية والمشرف على المؤتمر الدكتور خالد عسيري كلمة بيّن فيها أن المؤتمر يهدف إلى جمع الأبحاث العلمية الطبية التطبيقية المبنية على ما ورد في القرآن والسنة، مشيرا إلى أن المؤتمر يشتمل على 29 بحثا من داخل المملكة وخارجها تم توزيعها على 6 جلسات علمية يوميا، لافتا إلى أن المؤتمر وسيلة لإظهار كنوز من نصائح الرسول الطبية.
وناقشت الجلسة الأولى الطب النبوي خبرات وتجارب، حيث تحدث فيها الأمين العام لمجالس البحث العلمي وأستاذ علم الأمراض من الخرطوم الدكتور مبارك مجذوب عن مؤسسة مجلس اتحاد البحث العلمي العربية، والهدف من إقامتها، ثم بين أقسام المرض، والذي منه مرض القلوب والمرض النفسي ومرض الشهوة والأبدان.
وفي الجلسة الثانية تمت مناقشة الطب النبوي الوقائي، حيث كان طرح الدكتور محمد البار عن النواحي الوقائية في الطب النبوي، واستعرض العلماء الذين أفردوا كتبا مستقلة في الطب النبوي، إضافة إلى طرق حفظ الصحة والارتقاء بها وتنميتها بهذا النوع من الطب. ثم تطرق الدكتور باسم شيخ لأثر تمر العجوة في مقاومة السموم.
أما الجلسة الثالثة فناقشت الطب النبوي العلاجي، تحدثت فيها الدكتورة رجاء حسني الطهطاوي عن دراسات كيميائية حيوية على دور مستخلص ثمرة وبذور التمر في علاج الاكتئاب.
وناقشت الجلسة الرابعة والأخيرة لليوم الأول للمؤتمر العلاج بالحجامة، بدأها الدكتور علي الجمل عن دور الحجامة وعلاقتها بالتوزيع العصبي.