أطلق الرئيس المصري الراحل أنور السادات عام 1976 حرية الأحزاب، ولكنه أبقاها تحت ظلال السلطة.
أطلق الرئيس المصري الراحل أنور السادات عام 1976 حرية الأحزاب، ولكنه أبقاها تحت ظلال السلطة، وتحديدا الحزب الوطني الذي أنشئ على أنقاض الاتحاد الاشتراكي العربي. وبذلك امتص غضبة الشارع والقوى السياسية التي رأت في هذا الإجراء شكلا من أشكال التعبير عن الواقع الذي كانت تعيشه مصر في مرحلة ما بعد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وسيطرة السادات بعد أن أبعد ما سمي بمراكز القوى عن السلطة.
إذاً، بقيت الأحزاب الذي أصبح عددها في ظل حكم الرئيس حسني مبارك 24، في كنف النظام الذي كان يمولها ويدعم صحفها. كل القوى السياسية وجدت نفسها من خلال النظام، فلها ممثلوها في البرلمان أو في مجلس الشورى، إن لم يكن عن طريق الانتخاب، فعن طريق التعيين الذي كان يحظى به الرئيس.
استمر هذا الواقع، والاستثناء الوحيد من الديكور الحزبي كان الإخوان المسلمين الذين لم يشملهم قانون الأحزاب، والذين أثبتوا حضورهم قبل الانتخابات التشريعية، في الاتحادات المهنية على تنوعها، واستطاعوا في البرلمان قبل الأخير أن يشكلوا 20% من أعضائه.
وصلت الأمور اليوم إلى ما وصلت إليه في الشارع المصري، وطُرح أكثر من سؤال حول من يقود الجماهير المصرية. الأحزاب التقليدية.أم أحزاب تتشكل في الظل؟
أدى فشل الأحزاب التقليدية إلى ظهور حركات من رحمها حينا ومن خارجها حينا آخر، مثلكفاية والسادس من إبريل والجمعية الوطنية للتغيير،وهي حركات من الناحية النظرية ينقصها المراس والخبرة،ولكنها ستكون حتما الناطقة باسم الجماهير في المرحلة المقبلة.