أعلن أمين مدينة جدة المهندس عادل فقيه عن إنشاء شركة متخصصة، تبدأ أعمالها قبل نهاية العام الجاري، لتحويل جدة التاريخية إلى أحياء تجارية راقية. وأشار إلى وجود خطة لضم جدة إلى قائمة التراث العالمي عام 2012.
وعبر أمين جدة عن رؤيته لمستقبل جدة التاريخية باعتبارها منطقة مؤهلة للانضمام إلى قائمة المواقع التراثية العالمية التي ترعاها منظمة الأمم المتحدة للعلوم والثقافة اليونيسكو، والتي تتألف من 878 موقعاً عالمياً من بينها منطقة الحجر مدائن صالح، حيث ستكون جدة حسب ما يأمل فقيه الموقع السعودي الثاني في المملكة الذي ينضم إلى القائمة العالمية.
وأعلن المهندس فقيه في حفل افتتاح معرض التراث العمراني ببيت البسيوني في المنطقة التاريخية بجدة مساء الاثنين الماضي، والذي جاء بالتزامن مع بدء فعاليات المعرض الدولي الأول للتراث العمراني في الرياض، عن بدء تنفيذ جملة مشاريع لإعادة تأهيل المحاور الرئيسية والأرصفة والإنارة في المنطقة بقيمة 50 مليون ريال.
وقال في تصريح لـ الوطن إن أمانة جدة بالتنسيق مع الهيئة العامة للسياحة والآثار استعانت بالخبرات الدولية لصيانة وترميم المباني التاريخية وتهيئتها لتسجيلها ضمن مواقع التراث العالمي في اليونيسكو خلال عام 2012 .
وكان في استقبال أمين جدة ومرافقيه لدى وصوله إلى مقر الحفل عدد كبير من أعضاء الفرق الشعبية التي استقبلته بالأهازيج التراثية والرقصات الشعبية حيث شاركهم فرحتهم بالرقص معهم على إيقاعات الأغاني في الساحة التي غصت بالحضور.
وأعلن فقيه في كلمة ألقاها بهذه المناسبة عن إنشاء شركة جدة التاريخية خلال الشهرين المقبلين، موضحا أنها شركة متخصصة في تصميم وتنظيم المنطقة التاريخية بالتعاون مع شركة جدة للتطوير العمراني وشركة وسط المدن. وستبدأ أعمالها قبل نهاية العام الحالي. وأضاف أمين محافظة جدة أن الاحتفال بافتتاح المعرض يتزامن مع تدشين المرحلة الأولى من ترميم البيوت في المنطقة التاريخية وعدد من الشوارع التي تم رصفها حسب المواصفات البيئية والمتناسبة مع محيطها العمراني ، ووصف الجهود التي بذلت في هذا الاتجاه بأنها نتيجة لرعاية خادم الحرمين الشريفين من خلال المتابعة المتواصلة لأمير منطقة مكة المكرمة خالد الفيصل.
وأشار المهندس فقيه في تصريحه إلى أن التنسيق قائم بين أمانة جدة والهيئة العليا للسياحة والآثار ووزارة الشئون البلدية والقروية لتنفيذ خطة استراتيجية تؤدي إلى جعل جدة التاريخية مكاناً صالحاً للاستثمار، وقد وضعنا دليلا تفصيليا للأسلوب الذي سيتم به ترميم المباني وهو يوزع مجاناً على الأسر التي تمتلك بيوتاً في جدة التاريخية.
وقال فقيه إن كل من سيقوم بالترميم سيكون ملزماً بدليل المواصفات الذي وضعناه مراعاة للبيئة المحلية ولكن بمواصفات عالمية ، وأشار الى ان العمل جار في إطار شراكة بين الجهات المعنية ونعمل كفريق يقوده على المستوى الإستراتيجي أمير منطقة مكة المكرمة وعلى المستوى التنفيذي الأمير سلطان بن سلمان والمسؤول الأول عن تسجيل جدة التاريخية ضمن مواقع التراث الإنساني العالمي وفي السياق نفسه، أكد مدير إدارة تطوير وتأهيل العمران بالمنطقة التاريخية الدكتور عدنان عدس على أهمية التراث العمراني وما يمثله من معنى رمزي لوحدة وتاريخ المجتمع وما يمثله من ذاكرة اجتماعية تبرز الهوية الذاتية للمجتمعات وانتمائها الحضاري.
وقال إن أهمية المحافظة على التراث العمراني تتعدى المنظور الاجتماعي والإنساني لتشمل الجوانب الاقتصادية المستدامة في ترميم وإعادة استخدام هذه المباني بما يحقق الكفاءة العالية والفعالية الاستثمارية الناتجة من النشاط السياحي المتزايد في مواقع التراث العمراني.
يذكر أن المعرض استمر خمسة أيام واشتمل على مسابقة لصور التراث العمراني وعرض حي لحرفيي ترميم مباني التراث العمراني وورشة للفنون التشكيلية وندوات ومحاضرات متخصصة في مجال التراث العمراني وأنواع من المأكولات الشعبية.